حينما طلبوا مني أن أكتب عن شخصية العام الصحفية لم أجد أنسب ولا أعظم ولا أكبر من محمد التابعي إن التابعي هو معلمنا جميعا بلا استثناء والذي يقول غير ذلك آثم ولا يقول الحقيقة. إن محمد التابعي جعل أسلوبه السهل الممتنع سهلاً علي الجميع لقد كان التابعي معلما بلا ادعاء ولم يكن يعلمنا الكتابة ولم يكن يعلمنا الأسلوب بل كان يعلمنا أهمية توصيل الخبر في أسلوب جميل رصين.
لم يكن يعلمنا أن نكتب بقدر ما كان يعلمنا أن نصيغ الكلمات بحيث تصل إلي القارئ.. أي قارئ سواء الفلاح الجالس علي المصطبة »يفك الخط» للذين حوله أو أستاذ الجامعة الذي يدرس لتلاميذه أو العالم الذي يحاول أن يوصل علمه إلي الناس البسطاء.
كان محمد التابعي أستاذاً لنا جميعا وتلميذاً في مدرسة الأداء الجيد. كان معلما لنا وأستاذاً لكل من كتب حرفا في مجلة.
لقد كان محمد التابعي معلما بلا مسطرة ومعلما بسيطا يوصل علمه ببساطة لكل من يريد وما يريد.
لقد كان محمد التابعي إذا أراد أن يقول كلمته في شيء فإنه يقولها بلا ادعاء المعرفة بل يقولها بكل بساطة العلماء وعلم الفقهاء رحم الله استاذنا رحمة واسعة فهو يستحق الرحمة بقدر ما علمنا من علم ينتفع به.
تذكرت أستاذنا التابعي حينما ذكره ولدنا إبراهيم عيسي في برنامجه الجديد الرائع »حوش عيسي» وقد تحدث عنه بكل إجلال وكيف أنه يستحق لقب أمير الصحافة العربية عن جدارة مقارنة بينه وبين كتاب عصره ومن ذكرياتي أنني أعفيت من الإمضاء في الساعة بعد مرض ابنتي وقد كان كل جيلي من الصحفيين الشباب يوقع يوميا في الساعة مما جعل استاذي مصطفي أمين يطلق علي ساخراً التابعي بك وهو لقب اعتززت به رغم ما فيه من سخرية رحم الله التابعي بك رحمة واسعة بقدر ما أدي لتلاميذه من علم ينتفع به.