الجمهورية
شكرى القاضى
مئوية الشيخ الحصري
قراء القرآن الكريم يمثلون العمود الفقري للقوي الناعمة المصرية. باعتبارهم صوت الله في الأرض. فمازال نداء "لا إله إلا الله" يغطي أنحاء العالم علي مدار الساعة. فلا تمر دقيقة دون رفع الآذان هنا وهناك. وصدق أو لا تصدق. أن عدد المسلمين في دولة عظمي مثل الصين قد تجاوز المائة ونصف مليون مسلم تمتلأ بهم مئات المساجد في بكين وشنغهاي وغيرهما. وكم أسعدني أن أتلقي دعوة كريمة من الهيئة العامة للكتاب للمشاركة في احتفالية بمعرض الكتاب. بمناسبة مرور مائة عام علي مولد القارئ الشيخ محمود خليل الحصري "1917 - 2017". فالشيخ الحصري لم يكن أحد رواد التلاوة في العالم الإسلامي فحسب. بل كان أحد أبرز رواد قراء القرآن الكريم في تاريخنا المعاصر. وارتبط اسمه بإسهامات جادة ومؤثرة في خدمة القرآن الكريم. عبر أكثر من خمسين رحلة إلي كافة بلدان العالم. فقد عاش الشيخ الحصري بالقرآن وللقرآن. يتعلمه ويعلمه لغيره. وعلي يديه أسلم عشرات المسلمين في أوروبا والولايات المتحدة.
¼ لا يختلف اثنان علي عظيم دور الشيخ الحصري في خدمة القرآن الكريم. خاصة فيما يتصل بالمصحف المرتل. وواقع الحال أن الشيخ الحصري لم يكتف ببصمته شديدة التميز في الأداء القرآني المحكم. وكان لانضمامه إلي الوفد المرافق للزعيم الراحل جمال عبدالناصر إلي العديد من الدول الإسلامية عام 1960. عظيم الأثر في خدمة القرآن الكريم. وكما كان له سبق الريادة في تسجيل المصحفين - المرتل والمعلم - فقد كان له سبق الريادة في فكرة إرسال البعثات الدينية إلي الجاليات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة لتلاوة القرآن الكريم. خاصة في شهر رمضان المعظم.
ويحسب للدور الرائد للشيخ الحصري تصديه للوبي الصهيوني وفضح محاولاته لتحريف الآيات القرآنية. تلك المحاولات الخبيثة التي اكتشفها الشيخ الحصري أثناء زيارته للكويت عام 1975. عندما أهدته الحكومة الكويتية مصحفاً أنيقاً. فإذا بعينيه تستقران علي تحريف فاضح في الآية "64" من سورة المائدة. فقد تم استبدال كلمة "ولعنوا".. من اللعنة. إلي كلمة "وآمنوا" في قوله تعالي: "وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا".. جدير بالذكر أن الشيخ الحصري كان يتولي رئاسة لجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها اعتباراً من عام 1963. ولذا فقد حرص علي مراجعة المصحف الأنيق بأكمله. ليكتشف حذف أداة النهي "لا" في العديد من الآيات بالعديد من السور القرآنية.
** آخر الكلام:
كان الشيخ الحصري يتمني أن يسمع الناس صوته في الإذاعة. فإذا به أول قارئ يصافح صوته آذان المسلمين في كافة أنحاء المعمورة عبر إذاعة القرآن الكريم في أعقاب انطلاقها في مارس عام 1964. وجدير بالذكر أيضا أن الشيخ الحصري يحمل وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي تقديراً لعظيم دوره في خدمة القرآن الكريم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف