الجمهورية
منى نشأت
زوجك.. حقها هي
شاهدتهما معا.. وربطت بينهما بعلاقة وضعتها أمامك علي هذه السطور.
الأولي دعوة قرأتها علي مواقع التواصل عنوانها "زوجك ليس من حقك وحدك" وصاحبات الكلام يوضحن أنه ليس من المفترض أن تستأثر امرأة برجل وتمنعه عن الآخريات لمجرد أنها زوجة وعلي كل امرأة أن تترك زوجها ليحب أو يتزوج فهذا حق أي أنثي وحقه أيضا في الاستمتاع. انتهت الصدمة الأولي في كلمات هي إعلان علي المشاع لشيوع الفتنة. والتي سيعقبها مؤكداً رجال يطالبون بأن زوجتك ليست لك وحدك وما دام للرجال رغبات يحتاجون تلبيتها خارج نطاق البيت ونساء يقمن بهذه الدعوات لأن لهن رغبات تحتاج رجلاً فالافتراض الطبيعي أن من الزوجات من لهن نفس حاجة تلك النساء وهو ما أكدته الدراسات الحديثة أن احتياج الأنثي للرجل لا يقل بحال عن رغبة رجل في امرأة.
مما سينتج عنه دعوات لرجال ستطالب.. زوجتك ليست لك وحدك سنشاركك فيها وبهذا نكون قد وصلنا للفاحشة أو الهرج والمرج الذي تحدث به رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم في حديثه الشريف وفي خطابه: كيف بك إذا بقيت في حثالة من الناس مرجت عهودهم وأماناتهم واختلفوا فصاروا هكذا وشبك بين أصابعه فقيل تأمرني يا رسول الله فقال عليك بخاصتك ودع عنك عامتك.. والبعض زاد "فالقلب يميل" أنه نفس المعني إذا وقعت الفتن فالزم بيتك أو إذا وقعت امرأة في نفسك فعد إلي المرأة في بيتك. أشكال كثيرة من الشرح تناسب الرد علي دعوة فجور تتشح بثوت شرع والشريعة منها علي أبعد مسافة.
وتعالوا نقول عن الثانية التي حدثت في نفس اليوم.. حيث كنت أقلب في كتابات فقرأت كلاماً هاماً عن تعدد الزوجات. والآية الصريحة التي نصت عليه والتي يستعملها ويرددها. الجميع مستقطعاً منها أولها غير المفصول عنها فهي نفس الآية 3 من سورة النساء "وإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت أيمانكم ذلك أدني ألا تعولوا" صدق الله العظيم.
ولأني لست من دارسي الفقه ولا يجوز لي التفسير أنقل لكم هذا التدبر العقلاني في الآية.. حيث أهم قواعد الإسلام العمل الصالح ومن صلاح المجتمع رعاية الأيتام ومن أجلهم نزلت الآية بأداة شرط "إن" ثم فعل شرط "خفتم" وجواب الشرط "انكحوا" إذاً فالنكاح من أجل مصلحة يتيم كنت ترعاه وحتي تستطيع دخول بيته لمتابعته تحتاج الزواج من أمه.. وهي حالة مرهونة "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة" وهي بالطبع الزوجة الأولي التي عليك أخذ رأيها واستشارتها فإن أحببت أن تشارك في هذه المهمة الخيرية سمحت لك وشاركتك. فالزواج ليس لشهوة رجل وإنما شرع لصالح يتيم أياً كانت أمه.
وفي كل الأحوال لا يجوز كسر خاطر الزوجة الأولي فهو منهي عنه ومصلحتها مقدمة علي صالح اليتيم.
ويكفي أننا في نفس السورة وفي الآية الأولي منها ذكر الأمر بالتقوي مرتين.. وليس من التقوي بحال ظلم الزوجة الأولي.
قوام الدين إنسانية. فهل من الإنسانية إن مرضت الزوجة أن يتزوج الرجل عليها ليهزم ويقهر ما بقي منها أو يتزوج في حال عدم إنجابها. والاثنان مردود عليهما من قاموس الرحمة.. وماذا لو مرض الزوج مرضاً لا شفاء منه.. ثم ما التصرف لو كان هو عقيماً وعاطفة الأمومة هي الأقوي. في اعتقادي وبقدر تفكيري لم يشرع الزواج للهو وعبث. فإن داهم الزوجة مكروه يصبح من حق الزوج اللجوء لأخري.. فهذا يقلب كافة موازين الحياة السوية فلو أقدمت فتاة علي الزواج الذي وصفه الخالق بالمودة والرحمة والسكن.. وهي تعلم مسبقاً أنها لو أصابها مكروه أو حتي تغير هوي الشريك ومال قلبه لغيرها. لن يقوم نفسه وينهي النفس عن الهوي وإنما سيبدلها أو يأتي لها بأخري.. كيف ستكون تلك الفتاة إذا تأكدت أنها علاقة علي الحلوة.. فقط فإن حدث المر.. لها أذلها بالتأكيد لن تحتمل منه أي تقصير بشري أو مادي ليتنا نتدبر الأمر بالعقل.. وليس من العقل إذلال كائن.. رجلا كان أو امرأة.. وللكلام بقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف