كنت تلميذة مجتهدة وملتزمة بالدراسة والنجاح مثل بنات جيلي.. بجانب ذلك تعلمت من امي رحمها الله شغل التريكووالكانافا والكروشيه والطهي.. وكنت أعشق قراءة الكتب والجرايد.. بالاضافة الي ذلك عرفت قواعد وأصول لعبة » الطاولة » الهواية التي كان يمارسها والدي مع امي والاصدقاء في أوقات الفراغ بالمنزل … كان الوقت في تلك الحقبة من الزمان فيه » بركة » … الْيَوْمَ أربعة وعشرين ساعة والذهاب للنوم في العاشرة مساء … كل ساعة تمر فيها انتاج وضحك ولعب وجد وحب … أسرة صغيرة تعيش في ترابط وكل فرد منها يعرف ما له وما عليه …
أبناء جيل هذه الأيام لا يكفيهم عدد ساعات الْيَوْمَ التي لم تتغير علي مر السنين ! الانتاج ضعيف والسهر الي ما بعد منتصف الليل ويصرخون من الساعات التي تجري ! ويرددون اكثر من مرة يوميا ( ما فيش وقت ) ! هواية معظم البنات الذهاب الي كبريات الأسواق والتسكع في المولات للبحث عن أحدث انواع » الجينز المقطع » ومقابلة الصديقات في الكافيه ! واصبح شغل التريكووالكروشيه قاصرا علي » الجدة » اوالمرأة العجوز.. ولا وقت لتعلم فن الطهي مادام » الدليفيري.» متوفر حتي ولوكان طبقا من الكشري !
الكل يشكومن » عفرتت » الوقت ! بالرغم من أن عدد ساعات الْيَوْمَ لم ينزل عليها التخفيض … التراجع في الهوايات المفيدة والجادة أصبح سمةالعصر ! والشباب غارق في أوهام شاشات الموبايل الذي يسرق ساعات العمر المعدودة ! ولكن دايما وأبدا تحيا مصر.