الأخبار
سامى عبد العزيز
أخلِّيني في البيت .. ولاًّ أحافظ علي البيت؟

لم أتخيل ان تصل الغيبوبة ببعض العقول الي حد اغتيال الشعور الوطني وتعميق السلبية التي عانينا منها سنوات طويلة. لم اتخيل ان يصل الهزال السياسي المصاب به بعض الشخصيات التي يفترض أنها تدعي فهم قواعد اللعبة السياسية الي حد قتل الحياة السياسية.
لقد تخيلت أن هذه الشخصيات تلم وتدرك وتتابع مفاهيم وسلوكيات الممارسة السياسية في العالم كله باختلاف مستوي النضج السياسي فيها. العالم كله ينزل ليقول نعم أو لا، ينزل ليعلو صوته برؤيته فيما يحدث في بلاده من خلال صندوق الانتخابات.
تخيلت لو أن هذه الشخصيات والتي تقول زعماً إنها تعبر عن شرائح من المجتمع تقدمت باسباب مقنعة أو حتي بحملة توضح للناس ان تنزل وتقول لأ .. وقول كلمة لأ تفيد الجميع .. كل هذا تخيلته وللأسف لم يحدث.
أيها السادة هل أنتم مغيبون عما يحيط بهذا البلد منذ سبع سنوات عجاف وما دفعه هذا الشعب من تكلفة نهشت في عظام أمنه واقتصاده ؟ .. هل أنتم تعيشون في واد والشعب في واد آخر وهو يواجه أعتي التحديات ، وقد ساند أصعب القرارات لأنه أمسك بتلابيب بلده وشخصيتها وهويتها ؟
لن أقع في فخ مفهوم التآمر أو الخيانة أو وصفكم به ما دامت ارقامكم القومية مكتوب فيها الجنسية مصرية . ولن ارصد لكم ما حدث وما يحدث في هذا البلد من تحرك للأمام في كل الاتجاهات .. أين كانت مصر علي خريطة العالم منذ يناير 2011 . منقطعة الصلة بأغلب دول العالم وها هي قد استعادتها بعد ان تبين لهم شرعية ما حدث واجماع الشعب علي دولته ونظامه السياسي وقيادته.
وعلي اثر ذلك تدفقت الاستثمارات ولا تزال بعد ان تأكد للعالم استقرار مصر بعد ان تخيلت تمنيت لو ان هذه الشخصيات دعت الشعب المصري لينزل ويشارك ويحافظ علي البيت الكبير الذي اسمه مصر .. تمنيت لو ان هذه الشخصيات ادركت احتياجها لفهم قواعد الممارسة السياسية وتركت شماعات الوهم المزعومة ، كم كان سيكون عظيماً ومقدراً وأقرت هذه الشخصيات أنها ستعيد حساباتها وتقوي بنيانها السياسي والفكر الوطني وتستعد للانتخابات المحلية كمصنع أول لانتاج الكفاءات والقيادات الشعبية والسياسية . ومنهم تعد قيادات تتقدم الصفوف في الانتخابات البرلمانية والرئاسية القادمة .
أيها السادة أعيدوا حساباتكم وقولوا للناس اتركوا بيوتكم الصغيرة وانزلوا لتبنوا وتحافظوا علي بيتكم الكبير .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف