جاءتني تبكي قائلة: الدنيا "بقت وحشة" والناس غدارين. إذا مرضت لا أجد من يسأل عليّ، وإذا وقعت في مشكلة لا أجد من ينجدني منها. فقلت لها: إذن.. انتِ أنانية! فهل اديتِ واجبك تجاه الناس، قبل أن تطالبيهم بأن يؤدوا واجبهم تجاهك؟ فالدنيا أشبه بالبنوك تأخذ منها بقدر ما تودع فيها.
اتصور أن هذا السلوك الأناني إفراز لمرحلة صعبة عشناها أدت الي إنتاج جيل يتسم بالقسوة والانانية. لم يعاصر المروءات والصداقات والنخوة والتضحية. فهذه القيم الجميلة اختفت تدريجيا منذ أكثر نصف قرن، باعتبارها رجعية غير تقدمية وغير اشتراكية!
بدأت الناس تخاف ان تقول كلمة حق في مظلوم برئ. توارت المروءة وتضاءلت. واصبح كل واحد مشغولا بنفسه، لا يخاف إلا علي مصدر رزقه.. ومن بعد ذلك فليأت الطوفان!
لو كل واحد منا بدأ بنفسه ولم ينتظر غيره. لو حاولنا أن نرد الغدر بالمروءة، والكراهية بالود والمصارحة، لما وصلنا لهذا الحال! لكننا رفعنا ايدينا في الهواء واستسلمنا، واصبح كل همنا أن ننجو بأنفسنا. لا يهمنا ما يحدث لغيرنا وكأننا نعيش في هذا البلد وحدنا!
لو كل واحد منا نظر حوله. امتد نظره أبعد من دائرته الضيقة. فكَّر أن يسعد خمسة افراد كل يوم. مرة بكلمة مجاملة. مره بمُساندة. مرة بهدية صغيرة. مرة بابتسامة مشرقة. المهم ان يبذل مجهودا من اجل الآخر والمقابل سوف يرد اضعافا مضاعفة.
إذا احببت الناس يا ابنتي، سوف يبادلونك الحب أضعافا!