قبل فترة أهداني الصديق محسن جابر صاحب أكبر شركة لصناعة الفن الغنائي في مصر والوطن العربي، عدة وثائق بخط شاعر الحب، الشاعر الكبير أحمد رامي رحمة الله عليه، وهى عبارة عن أربع أغانٍ كتبها أحمد رامي لسيدة الغناء العربي أم كلثوم، كما أهداني أيضا وثيقة من ورقتين بخط شاعر الشباب، وهى عبارة عن تنازل من الشاعر عن حقوقه الأدبية والمالية عن 19 أغنية كتبها جميعا لسيدة الغناء العربي، وقد تنازل عنها مقابل خمسين جنيها عن كل أغنية، ما يساوى 950 جنيها.
وأذكر أن جابر حكي لي أيامها أنه سبق واشترى حق إذاعة أغاني أم كلثوم، وبموجب هذا العقد انتقل إليه جميع الأوراق الخاصة بأغاني سيدة الغناء العربي، النوت الموسيقية، الأغاني بخط الشعراء، العقود الخاصة بالبث بين أم كلثوم والإذاعة المصرية، وأذكر كذلك أنني يومها نصحته أن يعد برنامجا فى أي قناة فضائية، أو في قناته "مزيكا" يتناول في حلقاته الكنز الذي يمتلكه من الوثائق والتراث الغنائي، خاصة وأنه يتضمن البروفات الخاصة ببعض وأغلب الأغاني لكبار المغنين في مصر والوطن العربي، مثل: عبدالوهاب، وشادية، وعبدالحليم، وفايزة أحمد، ونجاة، وسعاد محمد، ووردة الجزائرية، وحكي على ما اذكر كواليس تلحين أغنية " أنا بعشقك" التي كتبها ولحنها العبقري بليغ حمدي، وغنتها المطربة السورية ميادة الحناوى، وأكد أن لديه لحنين للأغنية، الأول انتهى منه بليغ وقبل تسجيله بلحظات، فوجئ به يطالبه بوقف التسجيل، فقد لحن الأغنية بأسلوب آخر، وأنه ادخل فيها الكورال، وجابر، حسب روايته، يمتلك تسجيلات النوت الموسيقية، وتسجيلا بصوت بليغ حمدي رحمة الله عليه للأغنية.
ولأهمية هذه الوثائق التي لم تنشر من قبل فكرت فى الكتابة عنها سلسلة مقالات، اتفقت مع أحد الأصدقاء يعمل فى جريدة كويتية على نشرها هى وغيرها بالجريدة، ورحب مدير التحرير بالفكرة، وأرسلت المقال إلى مدير مكتب القاهرة، وهو صحفي شاب لم أكن أعرفه أو سمعت باسمه من قبل، وفوجئت به يفرغ المقال من كل ما هو لي ويحوله إلى تقرير خبرى، وينسب الحصول على الوثائق إلى الجريدة، عندما شاهدت الموضوع على حالته فطست من الضحك، فكيف يتحول المقال إلى تقرير خبري، وكيف يجرؤ على نسب المادة إلى الجريدة؟، سألت بعض الأصدقاء عنه، قيل إن معظم سنوات عمله قضاها بمكاتب الصحف العربية.
فى اليوم التالى أرسلت له بريدا إلكترونيا وطالبت منه أن يجمد المقالات التى سبق وأرسلتها للجريدة عن طريقه، وركنت الوثائق الخاصة بأغاني أم كلثوم ونسيتها، وبمناسبة ذكرى رحيلها نكتب خلال الفترة القادمة عنها.