الجمهورية
يحيي علي
حرب "التنافر" الاجتماعي
البرلمان بصدد إعداد قانون لضبط مواقع التواصل الاجتماعي وهو ذات الأسلوب الذي اتبعه الكثير من دول العالم في ظل خطورة المواقع ليس علي الشباب ووسائل هدم القيم والأخلاق وتفتيت النسيج الاجتماعي وإنما أيضاً لخطورة هذه المواقع علي أمن واستقرار البلاد.. فوسائل الإعلام المختلفة ومواقع التوصل الاجتماعي صارت في ظل الجيل الرابع من الحروب أخطر من النووي والذري.. فعندما استخدم الأمريكان هذه الأسلحة ضد اليابان تم تدمير مدينتي هيروشيما ونجازاكي فقط صحيح عانت الدولة وأجيال بأكملها علي مر السنين.. لكن ظلت هناك دولة اليابان استطاعت أن تلملم شتاتها وتعيد بناء ما تهدم ورفع ما تحطم وخلال فترة وجيزة قالت اليابان للعالم ها أنا ذا.. لكن عندما يتم تدمير أمة وتمزيق شعب وغرس بذور الانقسام والفتنة في وطن بأكمله ليدخل في دوامة ونفق مظلم مثلما حدث في كثير من البلدان العربية باسم ثورات الربيع العربي كما أطلق عليها الغرب بينما هي في الواقع نوات التدمير العربي.. استخدم أعداء الأمة مواقع التواصل تحت مزاعم في ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب.. رفع المروجون علي المواقع شعارات الحرية والعدالة والحياة الكريمة.. وكلها أمنيات إنسانية لكل شعوب العالم.. لكن كان الهدف الخفي تحت هذه الشعارات هو إسقاط البلاد وسقط الملايين في فخ الشعارات وانقادوا وراء منفذي أجندة الإسقاط وفوجئ الجميع بأن رافعي الشعارات يحرقون ويدمرون ويهدمون ولا يبنون.. سقطت دول ونجا الله دولاً أخري من المهالك.. وبدا واضحاً للجميع قوة سلاح السوشيال ميديا ومدي تأثيرها علي الشعوب غير الواعية وأنها حقاً أخطر من النووي والذري.
***
ولا أعتقد أن القانون أو التشريع الجديد هو الذي يحمي من أثر أو من شائعات وأكاديب وفبركات المواقع والسموم التي تبثها.. ولكن الذي يحمي هو الوعي.. فإذا امتلك عدو الأمة "شاشة بلا ضمير" أو بمعني أشمل "إعلاماً بلا ضمير".. في شعب بلا وعي.. سوف يسقط تلك الأمة بلا أي مجهود.
***
من هنا فإن وعي الشعوب بما يدور حولها من مؤامرات ومخططات.. ووعيه بما يمكن أن يأخذ أو ويعلم من المواقع ويميز الخبر اليقين من الشائعات المغرضة وما يفيد الوطن مما يضره.. وعي الشعوب هو الذي يحميها من السقوط والانقسام.. وعي الشعوب هو الذي يحميها من السقوط في فخ الفتنة والانقسام والنزاعات والصراعات.
***
هناك العديد مهن الدول منعت هذه المواقع والتعامل معها.. وحمت شعوبها من فتنة وخطورة المغرضين الذين يستغلون السوشيال ميديا في الإضرار بالبلاد وترويج الشائعات ونثر بذور الفتن والانقسامات.. وإذا كان التشريع ضرورياً.. ومنقذاً.. فإن الوعي هو الأهم.. والانتماء للوطن هو الأساس.
***
لم تعد هذه المواقع تواصلاً.. وإنما صارت مواقع تنافر اجتماعي.. فصار كل فرد من الأسرة في ركن مستقل مع عالمه الخاص.. الأب.. والأم.. والابن.. والأخ.. كل في واد مع صفحته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف