الجمهورية
مدبولي عثمان
متي يعود خير جليس ؟!
يبدو أن تربع سيدة علي مقعد وزير الثقافة شجع سيدات مصر علي القراءة حيث تشير الاحصائيات إلي أن غالبية زوار معرض القاهرة الدولي للكتاب من السيدات والفتيات . وتناقلت وسائل الإعلام الطوابير الطويلة للنساء وهن يقفن أمام بوابات الدخول . ويسعدك ازدحامهن علي كتب لا صلة لها بالطبخ والموضة وأدوات التجميل. ويبدو ان المقاهي اختطفت الرجال فكان غيابهم ملحوظا خاصة في الاسبوع الاول من فترة المعرض .
وبمناسبة الدورة الـ 49 لمعرض للكتاب أردت ان أتعرف مع القراء الأعزاء علي موقفنا من الكتاب . وماهي نوعية العلاقة التي تربطنا به ؟ وهل لا يزال خير جليس كما قال الشاعر العبقري أبو الطيب المتنبي:
أعز مكان في الدني سرج سابح
وخير جليس في الأنام كتاب
هل يدرك غالبيتنا أن القراءة تطيل عمر الانسان ؟. ورحم الله الفيلسوف عباس محمود العقاد الذي قال : "القراءة تضيف إلي عمر الإنسان أعماراً أخري". لانها تمكننا من معرفة التجارب التي مرّت علي البشر والاستفادة من الخبرات التي اكتسبوها والتي لا يمكن للانسان اكتسابها حتي لو عاش الف عام . بل إن القراءة الواعية تقودنا إلي استشراف المستقبل.
متي ندرك أن القراءة هي الطريق الصحيح لنهضة الأفراد والامم ؟ حيث يقاس تقدم وتطور الأمم بمدي إقبال أفرادها علي القراءة وبعدد الكتب الصادرة والمترجمة من وإلي اللغات الاخري . لذلك أوجب الاسلام القراءة . فكانت أول آية نزلت علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم هي "اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ" . وجاء الأمر المباشر بالتفكير في قول الله تعالي :"قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةي أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَي وَفُرَادَي ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةي ) الاية 46 سورة سبأ. وفرض الله النظر والتدبر في قوله تعالي :" قُلِ انظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ . وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمي لَّا يُؤْمِنُونَ " الاية 101 سورة يونس.
وتكررت في القرأن الكريم الكلمات والمعاني المحفزة علي التفكير والتعقل والنظر . فكلمة يعقلون وردت 22 مرة . وكلمة يتفكرون وردت 10 مرات . وتكررت كلمة ينظر بمشتقاتها وتصاريفها أكثر من 36 مرة . وورد في موسوعة النابلسي ان " ثلث القرآن آيات كونية من أجل أن نتدبرها ". وذكرت في مدونة مقومات الفكر الإسلامي أن : " تسمية سور القرآن باسماء الكائنات الحية والظواهر الطبيعية تنبيها للعقول علي أهميتها في الدين والدنيا مثل : الانسان . البقرة. الانعام. النحل. العنكبوت. السماء. النجم. الطارق .الشمس. الضحي. الليل. الفجر. العصر. الرعد. الطور. الزلزلة الخ".“
وبالنظر إلي واقع القراءة في العالم العربي نجد أن هناك مؤشرات ايجابية فقد افاد مؤشر القراءة العربي الجديد. وهو مشروع تم إطلاقه عام 2016 لتحديد وضع القراءة في العالم العربي. أن العرب يقرؤون ما يعادل 35 ساعة في السنة.منها 20 ساعة تتعلق بالعمل و15 ساعة قراءة حرة . وأضاف المؤشر ان العربي يقرأ في المتوسط 16 كتابا سنويا منها 7 كتب تتعلق بالعمل و9 كتب ثقافية.
وتثير الاحصائية الي بعض من التفاؤل مقارنة بالاحصائيات السابقة التي كانت تشير الي أرقام متدنية جدا. فقد ذكر تقرير التنمية البشرية عام 2011. الصادر عن "مؤسسة الفكر العربي" أن العربي يقرأ بمعدل 6 دقائق سنوياً. وكانت لجنة تتبع شئون النشر بالمجلس الأعلي للثقافة في مصر قد ذكرت أن متوسط معدل القراءة في العالم العربي لا يتعدي ربع صفحة للفرد سنوياً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف