كلنا يعلم الهدف الذي أعلنه الرئيس السيسي من البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب. وهو إعداد جيل من القيادات الشابة القادرة علي قيادة الدفة في المواقع والمؤسسات والهيئات المختلفة. بما يصب في النهاية في أن يتولي الشباب قيادة مصر في مختلف المواقع ابتداء من مؤسسة الرئاسة وحتي اقل موقع في أقل مؤسسة بالدولة.
الرئيس يؤمن بدور الشباب وطاقاتهم الخلاقة وأفكارهم غير التقليدية وإمكانياتهم الهائلة التي يمكن أن تحقق النجاح المطلوب لأي مهمة يتم تكليفهم بها بشرط أن يتم منحهم الفرصة. وهوما بدا واضحاً جداً في مؤتمر الشباب الأخير الذي تولي الشباب فيه التنظيم والإعداد لكل فقرات المؤتمر حتي خرج بالصورة الرائعة التي لفتت انتباه الجميع بالداخل والخارج.
الرئيس حريص في كل مناسبة علي أن يقدم الشباب ربما علي نفسه. حريص علي أن يتقدموا الصفوف. أن يجلسوا بجانبه في كل المناسبات. سواء أكانوا ً فتياناً أو فتيات. وان يشاركوه افتتاح أي مشروع جديد وتحقيق أي إنجاز علي أرض مصر حتي يكونوا مشاركين فيه ويحافظوا عليه لأنه وقتها سيكون مشروعهم ومستقبلهم فيدافعون عنه ويحافظون عليه بكل ما أوتوا من قوة.
اختيار الرئيس السيسي لعام 2016 ليكون عام الشباب لم يأت من فراغ. إنما لإيمان الرئيس بالشباب وبأنهم حاضر ومستقبل هذه الأمة. وهذا ما أكد عليه الرئيس في كلمته التي ألقاها ووجهها للشباب خلال انعقاد منتدي شباب العالم بشرم الشيخ أواخر العام الماضي.
والبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب نجح في تخريج جيل من الشباب لديه القدرة علي قيادة أي موقع بعد إضافة الخبرات العملية. وهوما بدأ تنفيذه بالفعل عندما تم توزيع عدد كبير من شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب علي مواقع ووزارات عديدة لإعطائهم الفرصة لاكتساب الخبرات اللازمة لتولي أي منصب. وما زال عدد كبير من شباب البرنامج الرئاسي ينتظرون دورهم مثل بقية زملائهم بعد تخريجهم في الدورات المتتالية من هذا البرنامج الرائع.
ما أثار استياء البعض من المسئولين ومنهم وزراء هو تجاوز عدد من هؤلاء الشباب في التعامل مع من هم أكبر منهم سناً وخبرة وأيضاً كفاءة بتعال وصلف وغرور في الجهات التي تم إرسالهم للعمل بها إما كمساعدين أو حتي مستشارين للوزراء والمسئولين بالمواقع المختلفة. حتي وصل الأمر باحدهم أن تحدث بطريقة غير لائقة مع أحد الوزراء في الوزارة التي تم إرساله إليها لاكتساب الخبرة. فتجرأ هذا الشاب علي الوزير شخصياً قائلاً له: "أنا جاي هنا عشان أقعد مكانك" !!!
طبعاً الوزير أعطي هذا الشاب درساً في الاخلاق كان يجب أن يكون ـ هذا الدرس ـ في مقدمة برنامج تأهيل هذا الشاب. ولكن الموقف أعطي انطباعاً بأن هناك من شباب البرنامج الرئاسي من يفتقد للياقة والذوق وأحياناً الأدب في التعامل مع من هم أكبر منهم سناً وخبرة. وذلك اعتقاداً منهم بأنهم يمثلون مؤسسة الرئاسة. وهذا خطأ جسيم. فكون برنامج تأهيل هؤلاء الشباب تتولاه مؤسسة الرئاسة وتحت رعاية الرئيس شخصياً لا يعطيهم الحق في التحدث باسم مؤسسة الرئاسة. أو التعامل وكأنهم المندوب السامي وممثل شخصي لهذه المؤسسة التي نحترمها ونجلها جميعاً لأنها تتبع الرئيس الذي يحبه. بل ويعشقه كل المصريين الذين يجدون فيه المنقذ لهذا الوطن في الماضي والحاضر والمستقبل ايضاً.