لم يكن فوز الرئيس عبد الفتاح السيسي بأكثر من 97% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية السابقة، محض صدفة او مفاجأة، رغم عدم تقديمه برنامجا مفصلا، كما يحدث في اي دولة في العالم. فقد كان السيسي في تلك الانتخابات،هو الرجل الاوحد، القادر علي انتشال الوطن، من ساحات الفوضي والارهاب وغياب الامن. لم يكن المصريون يريدون في ذلك الوقت، الا الأمن والاستقرار، بعد ان عانوا طويلا من البلطجة والسرقة وجرائم التثبيت في وضح النهار، ناهيك عن التحرش والاتجار العلني في المخدرات، والتهريب وانتشار الاسلحة غير المرخصة، ولجوء البعض للقوة لحسم خلافاته البسيطة مع الاخرين، في ظل غياب سلطة القانون. الان يختلف الوضع. فقد نجح السيسي خلال السنوات الاربع الماضية، في تثبيت دعائم الدولة، وترسيخ الامن والاستقرار. وزاد علي ذلك، بتنفيذ حزمة مشروعات عملاقة، وتطبيق برنامج شامل للاصلاح الاقتصادي. أصاب وأخطأ. لكن ماتم عرضه في مؤتمر حكاية وطن، يؤكد ان الانجازات كبيرة، رغم معاناة الشعب من تبعات الاصلاح والتعويم. ما أتمناه ونحن في اجواء انتخابات رئاسية جديدة، ان يبادر كل من المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي ومنافسه موسي مصطفي موسي بتقديم برنامج انتخابي واضح، لمعالجة مشاكل الوطن، رغم ان البعض يري ان السباق محسوم للرئيس السيسي. فمن حق الشعب صاحب القرار، ان يعلم برنامج الرئيس خلال السنوات الاربع القادمة، وان يمثل ذلك عاملا في اتخاذ قرار التصويت.لقد كنا نتمني وجود عدة مرشحين،حتي نستمتع بحلاوة الديمقراطية وتعدد الأفكار والرؤي والبرامج. لكن مالايدرك كله لايترك كله. ليظل تقديم البرنامج الانتخابي والاقبال علي التصويت أمرين اساسيين، لتطوير ديمقراطيتنا الوليدة.