دعت لتأسيسه الأقلام الصحفية علي غرار الأكاديمية الفرنسية لدراسة أحوال اللغة العربية وتعريب الكلمات الأجنبية واختيار المصطلحات العلمية ولا بأس أن نمر علي بعض هذه الشخصيات وما قدمته من اجتهادات وما جري علي أرض الواقع من محاولات.
ولا ننسي أول مجمع لغوي في العالم ومعني اللقب الذي حملته العائلة الشامية صاحبة الملكات الشعرية والأدبية.
صدرت أول دعوة لإنشاء مجمع للغة العربية من الكاتب الأديب أحمد فارس الشدياق 1804 - 1887 دعا في صحيفة الجوانب 1868 لتأسيسه وأكد علي أهمية وجود مؤسسة علمية تهتم بتنسيق المصطلحات وألفاظ الحضارة.
كان الشدياق من أعلام عصره في اللغة العربية ومن المفردات التي أصافها بدلاً من الكلمات الأجنبية:
- الهاتف: بدلاً من التليفون.
- السيارة: بدلاً من الأوتومبيل.
- البرق: بدلاً من التلغراف.
- الرسالة الرقية: لما يرسل عن طريقه "اختصرت فيما بعد إلي برقية فقط".
- الحافلة: بدلاً من العربة الكبيرة أو القطار السريع.
- الدوائية: بدلاً من الأجزاخانة "وتحولت فيما بعد إلي الصيدلية".
- لغة الإشارة: بدلاً من البانتومايم.
- المدرسة الجامعة: بدلاً من يونيفرستي "اختصرت فيما بعد إلي الجامعة".
- مشغل: بدلاً من فاكتوري "تحولت فيما بعد إلي مصنع وبقيت كلمة مشغل للدلالة علي بعض محلات الخياطة والتطريز ونحوها".
شارك الشدياق في تحرير القسم العربي لصحيفة الوقائع المصرية وهو من عائلات الأدب والصحافة في لبنان وشارك في كثير من الأعمال في تونس ومالطة ولندن وباريس والأستانة "عاصمة الدولة العثمانية اسطنبول فيما بعد".
* كما دعا الصحفي الأديب اللغوي إبراهيم اليازجي 1847 - 1906 لإنشاء مجمع لغوي وقال: ما أحوجنا إلي مجمع لغوي يوكل إليه البحث في هذه الأوضاع يناط به إحياء اللغة العربية وإلحاقها بلغات العصر.
نشأ في عائلة لبنانية تهتم بالشعر والأدب والصحافة واللغة العربية. أجاد عدة لغات شرقية وأوروبية وأصدر صحفاً منها البيان والطبيب والضياء.
من مؤلفاته فصل الخطاب في أصول لغة الإعراب ولغة الجرائد. نشر الأخير في سلسلة مقالات عن الأخطاء الشائعة علي أقلام الكتاب وتصويبها وأصولها اللغوية في القواميس العربية.
ومن الألفاظ التي عرَّبها اليازجي:
- البيئة: بدلاً من إنفاريونمنت.
- المجياح: بدلاً بالكوني "بلكونة".
- الحساء: بدلاً من شوب.
- دراجة: بدلاً بايسكل.
- المقصف: بدلاً من البوفيه.
- المأساة: بدلاً من تراجيدي في المسرح.
- مجلة: بدلاً من مجازين.
"وقيل ان أصلها عربي من كلمة مخزن"
واليازجي لقب معناه الكاتب باللغة التركية "ياز - جي" المقطع الأول معناه كتابة والأخير يضاف إلي الكلمة للدلالة علي حرفة صاحبها مثل أجزجي "صيدلي" ونحوها.
يقال هذا اللقب لمن يحسن الكتابة ويملك أدواتها ومهاراتها.
نشأ في بيت علم وأدب وهو ابن الشاعر نصيف اليازجي.
دعا للقومية العربية ووحدة شعوبها وأقطارها.
قال عنه خير الدين الزركلي صاحب موسوعة الإعلام: عالم باللغة والأدب.
في سنة 1892 كتبت مجلة المقتطف 1876 - 1952 لإنشاء مجمع لغوي علي غرار الأكاديمية الفرنسية وتطلب من الخديوي عباس حلمي الثاني 1892 - 1914 إلي تأسيسه وحمل عضويته للنهوض باللغة العربية.
وفي نفس العام ظهر أول مجمع لغوي أصلي "50 عضوا" انتخب الأديب الشاعر محمد توفيق البكري رئيساً له والأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده والشيخ محمود الشنقيطي نائبين والسيد/ محمد بيرم كاتبا للسر.
ومن أعضائه الشيخ حسن الطويل ومحمد عثمان جلال ومحمد وأحمد كمال.
عقدت أول جلسة في 21 شوال 1310هـ - 18 مايو 1892م وآخر جلساته في 15/8/1892م وقيل في 17/2/1893م وألقي فيها الأديب محمد المويلحي بحثاً عن اللغة العربية ومجموعة من الألفاظ المعربة بمعرفة المجمع الجديد.
* كما دعا الشيخ محمد رشيد رضا 1865 - 1935 صاحب صحيفة المنار 1899 - 1935 إلي إنشاء مجمع لغوي وهو علامة لبناني من تلاميذ الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده ينتهي نسبه إلي الإمام الحسين رضي الله عنه.
- في 1907 تم تأسيس نادي دار العلوم برئاسة حفني ناصف ودعا لتأسيس مجمع لغوي وعقد ندوة لمدة اسبوعين ألقيت خلالها أبحاث عن لغة الضاد للشيخ حمزة فتح الله ومحمد الخضري وطنطاوي جوهر ومحمد فتحي زغلول وغيرهم.
* أسس الأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده جمعية إحياء العلوم العربية كنواة للمجمع اللغوي لكنها توقفت.
* أنشأ أحمد لطفي السيد مجمع دار الكتب وتم اختيار الإمام الأكبر الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر رئيساً له 1916 وتوقف بعد 24 جلسة بعد ثورة 19.
- حاول لطفي السيد استعادته لكن دون جدوي. لكنه واصل اهتمامه بالمجمع عندما تولي وزارة المعارف "التعليم" وأحمد لطفي السيد هو أول رئيس مصري لدار الكتب ورئيس الجامعة المصرية "القاهرة" ووزير الخارجية والداخلية.
* تم تأسيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة رسمياً سنة 1932 وبدأ عمله 1934 والأكاديمية الفرنسية أكاديمية فرانسيز أول مجمع لغوي في العالم تأسيس 1635 في عهد الملك لويس الثالث عشر 1610 - 1643 وخصص له لويس الرابع عشر مقرا في قصر اللوفر "القصر الملكي والمتحف فيما بعد".
ضم المجمع الفرنسي 40 عضوا من أعلام اللغة والشعر والأدب والسياسيين والعسكريين والعلماء ورجال الدين والفلاسفة.
قال ابراهيم اليازجي في إحدي قصائده التي دعا فيها إلي وحدة الصف العربي:
تنبهوا واستفيقوا أيها العرب
فقد طمي الخطب حتي غاصت الركب