شاءت الظروف أن أقف في طابور 3 مرات في يوم واحد.. وكان طبيعياً أن أدخل في مشاحنات في المرات الثلاث لأننا ببساطة لا نعترف بالنظام ولا نعرف الانضباط ونعتمد علي الفهلوة ونعتقد أننا أذكي من الآخرين.
أمام شباك التذاكر في محطة المترو تجد الطابور شكله عجيب.. أشخاص يقفون بغير نظام في طابور ويأتي واحد من الجانب ويمد يده بوقاحة داخل الشباك ويأخذ التذكرة فرحاً بانتصاره علي "العبط" الذين يقفون في الطابور.. آخر يأتي إلي أحد الواقفين في أول الطابور ويقول له "والنبي اقطع لي معاك".. يأخذ التذكرة وينظر باستفزاز للسذج الذين ينتظرون الدور.
في أي مصلحة حكومية يقف طالبو الخدمة أمام الشباك.. يأتي أحد السعاة أو العرضحالجية ويدخل إلي الموظف من الخلف ويمد يده بسيجارة والملف وبداخله 20 جنيهاً فيلتفت إليه الموظف بابتسامة ويخلص له الأوراق.. ولا يهتم باعتراضات الواقفين في الطابور إذا تجرأوا علي الاعتراض.
في الشوارع لا تلتزم السيارات بأي نظام.. بمجرد أن يلمح السائق مساحة خالية يتحرك إليها سريعاً سواء جاء من اليمين أو الشمال.. المهم أنه يسبق الآخرين.. لا يعطي إشارة ولا يهتم كثيراً بكلاكسات الاعتراض من السيارة التي كاد يصطدم بها.
في إشارة المرور يتسابق السائقون لحجز مكان في المقدمة.. لا يلتفت إلي ترك حارة اليمين لمن ينوي الانعطاف يميناً.. وينادي سائق السيارة من خلفه "عجلة قدام" ولكنه لا يهتم.. المهم أن يسبق الآخرين وليذهب النظام إلي الجحيم.
في البنوك الحكومية عليك انتظار دورك لمدة قد تصل إلي ساعتين.. لكن لو كنت تعرف المدير أو أحد العاملين في البنك فأنت صاحب حظوة لن تنتظر.. ستدخل وتنتهي من خدمتك علي الفور.. وليسقط النظام.
الفهلوة وعدم احترام النظام ليست شطارة وإنما بجاحة ووقاحة.. وأخشي أننا جميعاً نستخدم الفهلوة ونبحث عن ألف طريقة لاختراق منظومة النظام المطبق في أمن حياتنا.