الجمهورية
صلاح الحفناوى
"قباقيب" عربية.. و"كعوب" غربية
شجرة الدر. من منا لا يعرفها؟.. فقد دخلت التاريخ بانجازين غير مسبوقين ليس بينهما بالطبع دورها في الانتصار علي الفرنسيين بعد اخفاء خبر وفاة زوجها الأول وتوليها ادارة المعركة.. ولا حنكتها السياسية التي توجتها علي عرش مصر.. ولكن شهرتها ارتبطت بواقعة القباقيب الشهيرة عندما قتلت زوجها الثاني ضربا بالنعال الخشبية في الحمام بعدما استخدمت أسلحتها الأنثوية في استدراجه.. وارتبط أيضا بظهور حلوي "أم علي" عندما قامت ضرتها بقتلها انتقاما لمقتل زوجهما المشترك وقامت بتوزيع "الرقاق مع الحليب" ابتهاجا بالمناسبة.. وأطلق علي هذا النوع من الحلوي اسم مخترعته "أم علي¢... وما يعنينا هنا هو واقعة القتل ضربا بالقباقيب التي حولت "النعال" الخشبي الي سلاح فتاك.
العلاقة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية بشكل خاص والشرقية بشكل عام ظلت لسنوات مقياسا للسلوك السادي تستشهد به المجتمعات الغربية وتتندر عليه..والرجل العربي احتكر لسنوات طويلة قمة المشهد باعتباره الديكتاتور الذي يمارس أقصي درجات العنف ضد المرأة المسكينة التي تكتفي بتلقي اللكمات والاستجابة الكاملة للأوامر والتعليمات.. وبقي "سي السيد" تهمة معلقة في رقاب كل الرجال العرب بلا استثناء. وتغير المشهد قليلا.. ربما بسبب تنامي الاتجاه نحو المساواة بين الرجل والمرأة. لتحصل المرأة علي موطئ قدم في المشهد. اثر ظهور حوادث تعبئة وتغليف وحفظ الأزواج علي أيدي الزوجات الغاضبات. وهي الحوادث التي انتشرت في وقت من الأوقات وأثارت فزع كل زوج يكتشف أكياسا بلاستيكية سوداء في مطبخ بيته. وهكذا أصبح الرجل العربي ديكتاتورا. وتقمصت المرأة العربية شخصية مسرور السياف. جلاد شهريار الشهير في حكايات ألف ليلة وليلة.
مشكلة شجرة الدر أنها قتلت زوجها بالقباقيب في مصر وليس في أي من دول أوربا أو أمريكا. وأنها لو كانت فعلت الشيء نفسه عندهم لما دخلت التاريخ أوالجغرافيا. ومشكلة الزوجات المتهمات بتعليب الأزواج أنهن عربيات ولسن من صاحبات الشعر الأشقر والعيون الزرقاء..فلدينا اعلام قادر علي تضخيم عيوبنا. بارع في "جلد الذات".
اذا قامت زوجة بتقطيع وتغليف زوجها فكل النساء العربيات حاصلات علي دورات في فنون "الجزارة". واذا أوسع رجل زوجته ضربا بسبب سخريتها من "البطيخة القرعة" التي اشتراها.. فكل الرجال حاصلون علي الحزام "الأسود" في فنون ضرب الزوجات. وتبقي الحقيقة المثيرة للسخرية.أن النساء الغربيات يقتلن الأزواج والأصدقاء بالأحذية. لعدم وجود قباقيب هناك. وأن المرأة الغربية هي الأكثر تعرضا للضرب المبرح من الأزواج والأصدقاء.. حتي أن جمعيات حماية الزوجات من بطش الأزواج والعكس أصبحت من سمات المجتمعات الغربية.
ومن لا يصدق أسوق إليه قصة حقيقية وقعت تفاصيلها قبل فترة في بروكلين عندما انتهت علاقة حب عاصفة بجلوس امرأة يبلغ وزنها مائة كيلوجرام علي صدر "صديقها" السابق وضربه حتي الموت بكعب حذائها.. واعتبرت راينهارت "40 عاما" ما فعلته دفاعا عن النفس بعد أن سدد لها صديقها اللكمات فتسبب في سقوط اثنتين من أسنانها الأمامية.
لكمات تسقط الأسنان. وضرب بالحذاء حتي الموت. استثناء من القاعدة هناك. وقاعدة بلا استثناء عندنا. هذا هو الفرق.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف