المصرى اليوم
اسلام الغزولى
مسؤولية الإدارة
قبل انعقاد القمة الثلاثية الأفريقية بين جمهورية مصر العربية والسودان وإثيوبيا، خرج وزير الخارجة سامح شكرى فى تصريحات صحفية مباشرة، ولا تحتمل التأويل، أكد من خلالها أن مصر والسودان يسعيان فى هذه المرحلة لإزالة كافة أشكال سوء الفهم والالتباس الذى يقع فى الخطاب المتبادل بين البلدين، وقال وزير الخارجية إنه ونظيره السودانى قد اتفقا على أن يتم إخطار وسائل الإعلام المختلفة أولا بأول بكافة المعلومات الصحيحة والسليمة، بغرض القيام بدور إيجابي للإعلام فى البلدين، وليس بدور سلبي، يؤجج الشعوب والمواقف الحادة المتبادلة بينهما، مشيرا إلى أن القمة الثلاثية التى يتم التحضير لها من خلال لقاءات ثنائية بين مسؤولي الدولة المصرية والسودان وإثيوبيا، والعكس ليس للتركيز فقط على قضية سد النهضة الإثيوبي، ولكنها قمة لمناقشة قضايا التنمية المشتركة والتعاون المتبادل بين الدول الثلاث، ومن بين قضايا التنمية المشتركة والتنسيق فى ما يخص سد النهضة.

عقب هذه التصريحات تم عقد قمة ثلاثية ناجحة بين الرؤساء الثلاثة، خرجوا منها باتفاق مبادئ بين البلدان الثلاث، أهمها أن يتم توضيح وإزالة أى سوء فهم قد يقع بين البلدان الثلاثة، وأن التعاون بينها فى مجالات التنمية أمر حتمي، وأن قاعدة تبادل المصالح المشتركة ومراعاة حقوق الشعوب فى التنمية والحفاظ على مقدراتها هى قاعدة أساسية للتعاون بين الدول الثلاث.

إن عودة جمهورية مصر العربية إلى أحضان قارتها الأفريقية هو أمر مهما بدأه الرئيس عبدالتفاح السيسي، منذ العام 2014 ، فلأول مرة تعود الدولة المصرية إلى شركاء الآمن القومي المصري للمشاركة فى التنمية والأمن القومى، ومنذ زمن طويل تبدأ الدولة المصرية في تأسيس مفاهيم للسياسة الخارجية فى أفريقيا تبنى على قاعدة الحق فى التنمية لشعوب المنطقة والحفاظ على أمن واستقرار الدول.

أظن أن هذه الرسالة قد وصلت وجدت صداها لدى السودان وقبلها إثيوبيا وانتقلت إلى حلفاء آخرين فى أفريقيا، وليس أدل على ذلك من خروج الرئيس عبدالفتاح السيسي من هذه القمة الثلاثية الى جلسة تصويت رئاسة الاتحاد الأفريقي، فتحصل جمهورية مصر العربية على رئاسة الاتحاد عن الدورة الجديدة 2019 بالإجماع، ولا شك أن نجاح الدولة المصرية فى الحصول على منصب رئيس الاتحاد الأفريقي فى دورته الجديدة، يشكل نافذة جديدة للدولة المصرية تطل منها على أفريقيا، ولا شك أنها ستنقل مستوى العلاقات إلى مرحلة أكثر عمقا وتأثيرا، وهذا النصر هو فى حد ذاته إشادة أفريقية لسياسات جمهورية مصر العربية الخارجية.

إن الرسائل التى أطلقها الرئيس فى القاهرة، قبل شهر، موجهة لكل حلفاء الدولة المصرية الاستراتيجيين، والتي أوضح فيها أن الدولة المصرية لا تتآمر على أشقائها، وأن رسالتها واضحة وصريحة، هي رسائل عكس المعتاد فى السياسة الدولية، حيث يجوز التآمر والخداع والابتزاز، ولكن الدولة المصرية دائما تدير سياسة دولية شريفة وفق للتصريح المعتاد لرئيس الجمهورية والذي مقامه الأساسي أنه إذا أردت أن تكسب ثقة أى طرف عليك أن تكون أكثر صدقا وأن تعكس كافة خطواتك وقرارات هذا الصدق والوضوح فى التعامل، فما بالنا بحلفاء تاريخيين مشاركين فى قضايا التنمية والأمن؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف