هل صحيح أن مخطط مدينة العاصمة الجديدة يتضمن بعض بالأخطاء؟، وهل أن تصحيح بعض هذه العيوب سوف يكلف البلاد مبالغا كبيرة؟، وهل صحيح أن الشوارع التي تم تخطيطها أضيق من إقامة أبراج كبيرة عليها؟.
فى جلسة جمعتني ببعض الأصدقاء، جاءت سيرة العاصمة الجديدة، وفوجئت بأحد الأصدقاء يؤكد لى أن مخطط المدينة يتضمن العديد من العيوب، وأن بعض هذه العيوب قد أصبح حقيقة على أرض الواقع، وأن وزارة الإسكان عهدت للشركات الاستشارية بتصحيح هذه العيوب.
سألته عن طبيعة هذه العيوب، وإمكانية تصحيحها وتدارك بعضها، أكد أنهم مازالوا يفكرون في الحلول، ولم يتم التوصل لقرار نهائي فيها، وأن المشكلة تتلخص في الماكيت الذي يعملون عليه لا أحد يعرف مصدره، ولا الشركة التي قامت بتخطيطه، ويرجح أن يكون نموذج المدينة قد تم تخطيطه داخل وزارة الإسكان، ولم تقم به شركة كبيرة محلية أو عالمية، ويعتقد أن المخطط قديم يعود لسنوات كثيرة، لأن العيب الذي يحاولون حله الآن هو العيب نفسه الموجود فى المدن التى سبق وأقاموها، وآخرها مدينة التجمع الخامس أو القاهرة الجديدة، وهو ضيق الشوارع، حيث تشترك جميع المدن فى هذا العيب، يقيمون المدينة على شارعين رئيسيين، أحدهما يبلغ عرضه 30 مترا والأخر 20 مترا، بعد ذلك يتراوح عرض الشوارع بين 10 و12 مترا.
وقال إن التخطيط القديم للمدن ساهم كثيرا فى اختناق حركة المرور بها، خاصة فى الشوارع الرئيسية التي أقاموا حولها هذه المدن، وأن هذا العيب للأسف تم تكراره فى العاصمة الجديدة، خاصة فى الأحياء التى خطط لبناء أبراج بها، مثل حي الأعمال وغيرها، فقد اكتشفوا بعد وضع أساس بعض المنشآت أن الشوارع أضيق من أن يقام عليها أبراج شاهقة، وأن أعرض شارع فى الحى وصل اتساعه كحارتين حوالي 20 مترا، وكان من المفترض علميا أن يبدأ عرض الشارع من مساحة 30 مترا.
ــ سألته: والحل؟
ــ قال: إنهم كلفوا الشركة الاستشارية في إيجاد مخرج لهذه المشكلة
ــ قلت له: لماذا لم لا يتوسعوا على الجانبين، خاصة وأنهم مازالوا فى البداية
ــ قال: انهم يفكرون بالفعل فى استقطاع مساحة من المباني الجانبية.
وللحقيقة لم يقل لى ان كانوا قد بدؤوا بالفعل فى البناء على الجانبين، وهو ما يعنى هدم جزء كبير مما سبق وقاموا ببنائه أو وضعوا أساسه، خاصة وأنهم خططوا لبناء أبراج مرتفعة جدا.
السؤال بالطبع نوجهه لوزير الإسكان المهندس مصطفى كمال مدبولى، ماذا فعلتم هذه المشكلة؟، وهل تم البناء على جانبى بعض الطرق؟، وما هو حجم تكلفة هذه الأخطاء؟، وما هى الجهة أو الشركة التى أعدت مخطط العاصمة الجديدة؟، وهل سنعيد نفس الأخطاء القديمة؟، وهل ستشهد العاصمة الجديدة مستقبلا اختناقات قاهرة المعز ونلجأ لبناء الكباري والأنفاق والمحاور الخارجية؟.