المساء
عياد بركات
الخميس.. الأسود
قلبي علي د.علي المصيلحي وزير التموين يوم الخميس أول فبراير.. الرجل لم يذق طعم العيش يومها.. وتلك قصة سوف نرويها.
وأول الشهر.. يسميه المصريون يوم "الزينة" فيه يتهيأون رجالاً ونساء لاستلام مخصصاتهم التموينية الشهرية والتي تشمل فيما تشمل ما يسمي "فرق العيش".
صباح ذلك الخميس الأبيض الذي حوله وزير التموين وجماعته ليوم أسود علي أهالي حلوان ومدينة 15 مايو والمعادي في ذلك الصباح توجه وزير التموين بصفته مواطناً لا وزيراً لأقرب فرن إليه كما توجه أصحاب 106 آلاف بطاقة تموين ليحضر بعض الأرغفة لأسرته لزوم إفطار الخميس والغداء أيضاً ثم ليستعد بعد ذلك للذهاب إلي أقرب بقال تمويني لصرف مقرراته التموينية وفرق العيش أي تموين الأسرة الشهري.
تقدم المواطن الوزير ببطاقته إلي صاحب الفرن ليسحب أول أرغفته من الشهر الجديد.. وضعها صاحب الفرن في الماكينة وردها للمواطن الوزير في عصبية قائلاً له: يحنن!! بطاقتك تحتاج لتجديد.. 2 صورة لبطاقة الرقم القومي ومعك هذه البطاقة وسوف يغيرونها لك علي الفور؟
صاحب الفرن لم يدقق كثيراً في اسم صاحب البطاقة.. ولو قرأ الاسم لربما قد تغير الموقف.. توجه الوزير لكشك يتبع فرناً حراً من تلك التي تشتري الدقيق بسعره الحر وتبيعه لمن يرغب.. طلب المواطن الوزير 10 أرغفة فطلب منه البائع 7 جنيهات ونصف الجنيه.. ولكنها فعلاً أرغفة تستاهل وممكن أكلها بدون غموس. دفع المواطن الوزير المبلغ وعاد إلي البيت ليذهب فوراً إلي مكتب التموين ليجدد البطاقة ظناً أن التجديد له ولمجموعة قليلة من الناس وإذا بالآلاف يتوافدون.. أغلبهم لم يفك ريقه بعد.. اختلط الحابل بالنابل وهات يا شتائم ويا سباب وعراك بالأيدي والأرجل ولكمات.. ربنا ستر ولم ينل منها المواطن الوزير شيئاً والحمد لله.
حضرت الشرطة علي عجل.. وحاولت تهدئة الموقف حتي جاء أحد رجال التموين قائلاً للناس: لا عليكم نلتقي اليوم أو غداً في مركز الشباب حيث المتسع من الوقت والبراح وسوف نسلمكم بطاقاتكم الجديدة.
صباح الجمعة أول أمس شهد الوزير المواطن بأم عينه آلاف الناس في مركز الشباب يبحثون عن بطاقاتهم قالوا لهم: اذهبوا لصرف فرق العيش ببطاقاتكم القديمة وعودوا إلينا لنعطيكم الجديدة تصرفوا بها التموين.. الجديدة للتموين فقط وليست لصرف فرق العيش.. مجاميع من الناس ذهبوا ليصرفوا فرق العيش والأغلبية ظلت مرابطة تبحث عن بطاقاتها.. البطاقات في الحقيقة جاهزة للجميع وبنفس أرقامها وأرقامها السرية أيضاً لم تتغير!! تغيرت فقط نفوس البشر.
قطعاً أن "زمرة" من كبار موظفي وزارة التموين أديرت بعد ضبط الدعم لأقصي درجة بسبب تلك البطاقات الذكية تلك الزمرة.. ما فتئت تدبر المقالب مقلباً بعد الآخر لوزير التموين.. أي وزير تموين سواء السابق أو اللاحق أملاً في عودة ما كان إلي ما هو آت.. يريدون النظام القديم الذي كان يجعل الدعم يصب في جيوب أصحاب الأفران وهؤلاء يرشون علي من يريدون أي أن تلك "الزمرة" ينولها من الحب جانب.. ولكن هيهات.. هيهات.
بالمنابسة أسأل وزارة التموين أين ذهبت بطاقة المواطن عمار محمد عبدالسلام الذي تقدم لعمل بطاقة بدل تالف لمكتب تموين 15 مايو آخر أكتوبر 2016 وسلمهم البطاقة الذكية والحوالة البريدية والأوراق أبلغوه بعد ذلك بأن الأوراق فقدت وعليه هو بدون بطاقة حتي الآن.. فين بطاقة "عمار" يا حكومة؟
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف