المصرى اليوم
كرم كردى
الطفرة
كل من يتابع إنتقالات اللاعبين التى انتهت فى نهاية الشهر الماضى يتعجب للطفرة المُرعبة التى تمت فى أسعار انتقال اللاعبين، هل أتى إلينا فى مصر لاعبون من كوكب تانى، أم أن خزائن قارون انتقلت إلى الأندية حتى ترفع بعض الأندية ملايين الجنيهات مقابل الحصول على لاعبين، ربما بعضهم لم نسمع عنهم أنهم حتى انضموا إلى منتخب من منتخبات الشباب.

حقيقى الأمر مُحَيِر، وما يحدث شىء يدعو إلى الوقوف والتفكير، لماذا يفعل أعضاء مجالس إدارات الأندية هكذا، هل الفوز بصفقة لمجرد أن غيرى لا يحصل عليها، يجعل النادى يدفع كل هذه الأموال حتى لو قِيل إن هناك من قام بسداد كل أو جزء من الصفقة. هل ما يحدث تستوعبه عقول المواطنين المصريين الذين لا يزيد دخل معظمهم على ألفى جنيه شهرياً. ثم ماذا سوف تفعل الأندية مع اللاعبين، كيف تتعامل مع نجومها بعد أن رأوا الملايين تتطاير أمامهم على لاعبين دون تاريخ ومهارة أقل بكثير منهم. لا أدرى ماذا سوف يفعل الأهلى مع عبدالله السعيد فى مثل هذا المناخ. عبدالله السعيد أحسن لاعب داخل مصر حالياً، لا أُبالغ حين أقول إنه اللاعب الوحيد الذى يُمَتِع الجمهور بمهارته وذكائه داخل الملعب. وهناك كثيرون ليسوا فى مهارة عبدالله، ولكن ركائز فى المنتخب وفى أنديتهم.

الجميع يتساءل عما حدث وللأسف الإجابات جميعها غير مُقنِعة. إذا استمر القفز فى أسعار اللاعبين، من المؤكد أن أندية كثيرة لن تستطيع إكمال قائمتها، وأن كل لاعب سوف يعتقد أن ما يُدفع فيه ليس قيمته، وينتظر العروض الخيالية التى رآها بعينه. الموضوع مِلخبط ومفيش فيه ضوابط، وهل من الممكن التحكم فى هذه البورصة، هل تَدخُل وزارة الرياضة أو اتحاد الكرة يَحِد من هذا الانفلات غير الطبيعى، أم أنها بورصة، إذن هى تخضع لسياسة العرض والطلب. هل أصبحت أيادى رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية قوية لهذه الدرجة التى تجعلهم يدفعوا كل هذه الملايين.

الجميع يشكو قلة الموارد، وأحيانا أندية تحجُم عن إعطاء بعض اللاعبين مستحقاتهم السابقة. يجب أن يجلس أُولو الأمر مع هذه الأندية لوضع ضوابط لهذا الجنون الصاروخى فى الأسعار.

الجميع مُستاء، والجميع يتساءل: ما المصلحة من رفع أسعار اللاعبين المُفاجئ والذى لا يواكب مستوى الدورى المصرى الذى انصرف عنه الشباب وذهبوا إلى الدورى الإنجليزى والإسبانى، وأيضاً هذا الارتفاع البعيد كل البُعد عن مستوى دخل المصريين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف