الجمهورية
صالح ابراهيم
تأملات في شئون الحياة!
* الإنسان حيوان ناطق.. غالباً.. ومتأمل أحياناً.. منحه الله سبحانه وتعالي اللسان والعقل وميزة التعلم والكلام ليعبر عن احتياجاته.. ويجمع حوله سواعد الآخرين.. قد يختلفان أحياناً. وحتي يتقاتلان.. لكنهما في النهاية شركاء في صنع التقدم خطوة أو خطوات للأمام.. وبالعمران الذي عم اليابسة.. وقهر البحار والمحيطات.. نما رصيد التأمل في الكون العظيم.. في تيار جارف متجه نحو التحسين.. وتسهيل سبل الحياة.. واكتشاف الثروات.. واعتماد الابتكارات.. وشمول الإنجازات.. تتأكد شخصيات الدول والشعوب.. ولكنها تتحرك في أرضية مشتركة تجمع بين الشكل "المنزل.. المدرسة.. المستشفي.. دار العبادة.. مركز الشرطة.. ميناء البحر.. المطار.. إلخ".. وهوية الناس.. هذا عامل وذاك فلاح.. مهمة متعددة.. مبتكرون وعلماء.. محافظون وثوار.. مفكرون ومبدعون.. ورغم هذه البيئات المختلفة.. إلا أنهم اتحدوا في فضيلة التأمل والفحص الدقيق قبل اتخاذ القرار.. وكانت النتيجة هذا الزخم من السلوكيات والأخلاقيات.. التي استقر بعضها بعد حروب طاحنة.. ودمار.
* السلوكيات هي ناتج التأمل.. الذي لا يوصد أبداً أبوابه.. أمام الجميع.. مهما اختلفوا. أو اتفقوا.. واعتمدوا ربما بغير وعي.. مقولة الفيلسوف اليوناني الأعمي الذي كان يحمل مصباحاً مضيئاً.. يبحث به عن الحقيقة وسط النهار.. ينبه.. يحذر.. يشكر.. ويؤيد.. وتحول التأمل إلي واجب شخصي مشترك للجميع.. وإذا استطاعوا لا مانع من التنبيه بالقلم والصوت وليس المصباح. الأحمر فقط إلي ملاحظة قد تغيب عن الآخرين.
* والملاحظة هنا.. قد تكون تجربة نشأت عن خبرة.. بالصدفة أو الإصرار.. مثل نصائح الكهرباء لمن يريد الترشيد.. استخدام لمبات الليد وضبط مكيف الهواء علي الدرجة 25.. وإطفاء الأنوار لعدم الحاجة.. وأن دعم تذكرة الكهرباء هنا.. يتعلق بخدمة مياه الشرب.. والأزمة المستعصية لصعود المياه للأدوار العليا.. وأحيانا السفلي لتركيب موتورات للرفع.. أصبحت تجارة منتشرة وتوكيلات متعددة.. بالطبع تعمل بالكهرباء.. يمكن الحد من فلكية الفواتير بإغلاق هذه المواتير أثناء النوم.. ونفس الخطوة مطلوبة.. بعد الزيادات المتتالية ــ دون إعلان ــ في فاتورة الغاز الطبيعي.. نقدمها لأصحاب السخانات العاملة بالغاز.. إغلاقها عند عدم الاستخدام يوفر بشكل واضح في الاستهلاك.
* ونعتمد علي الصحف في تأملات أخري.. لأخبار منفردة أو متكررة.. لكنها تهم المجتمع المتكلم!!.. من كفر الشوبك ــ مركز شبين القناطر. شكوي جماعية للطلاب وأولياء الأمور بإحدي المدارس بإجبارهم علي الاشتراك في الدروس الخصوصية.. ودفع التسعيرة الـ300 جنيه للمادة. مع التزام الطلاب بجمع إيجار قاعة الدرس "230 جنيهاً". والطلاب مجموعات من 80-60 طالباً أي ما يقترب من كثافة الفصل العادي.. ولا عزاء في فصول التقوية الحكومية.. والكثيرون يعرفون الآن.. وسائل التخلص من فصول التقوية.. لصالح مدرسي المواد ذات الإقبال.
* انتشار عربات سندوتشات الفول في الشوارع بجوار محطات المترو والسكة الحديد والتجمعات الجماهيرية.. والزبائن تتزايد.. الساندوتش ألذ والمخللات شهية.. والأسعار تحت السيطرة.. ربما أقل من نصف مثيلاتها بالمحلات الشهيرة.. التي تقدم للزبائن الديكور وسط الترويج للسندوتش.. ومضاعفت أسعار الأرز باللبن والمهلبية.. هل يجبر التنافس المحلات علي تراجع مستقبل.. في أسعارها لتستمر المنافسة. أعتقد ذلك.
* قد يقوم مستشفي خاص بحجز جثة المتوفي إلي أن يسدد الأهل باقي تكلفة الجراحة. والإفاقة.. ولكن أن يحدث هذا في مركب سياحي بالنيل.. كما نشر في الصحف عن سقوط شخص كان مع خطيبته في النيل.. تجاهل العمال الكارثة.. ولم يبادروا بإنقاذه.. ثم طلبوا فاتورة الحساب. فهذا يستحق التأمل.. وربما المحاسبة.
* هل تعود موضة شراء شهادات الماجستير والدكتوراه من الخارج.. للقادرين علي ذلك.. يتحدثون عن شهادات جامعية مزورة.. لدي البعض.. ضبطتها مباحث الأموال العامة.. يوردها صاحب مكتب للتدريب.. بغرض الإتجار. لديه شهادات منسوب صدورها لجامعات مصرية أو أجنبية.. هل يراجع المجلس الأعلي للجامعات ملف الشهادات المعادلة.. وتظهر كل الحقائق علي موجة الرأي العام؟!!
* مما يثير التأمل في ضوء الاهتمام المتزايد بملف مكافحة وعلاج الإدمان.. وما هو معروف من دوائر تبدأ بشم "الكلة" ولا تنتهي بالترامادول.. نتأمل ما نشر بالصحف عن مصرع زوجة قتلها زوجها الحلاق بكفر البطيخ.. بضربها بقطعة رخام علي الرأس.. بعد عجزه عن منعها من تعاطي الحبوب المخدرة.. أليست هذه الحالات ضمن الحالات الأولي بالرعاية.. بعد انتشار خدمات الصندوق والخط الساخن للمواجهة بالمحافظات؟!!
* آخر التأملات. ذلك الشاب الذي انتحر بعد فسخ خطوبته.. بادر بشنق نفسه في منزل أسرته.. أليس هناك من صيغة مجتمعية.. ولإنقاذ حياة شاب في مقتبل حياته.. بدءً من حل المشكلة مع خطيبته وأسرتها.. إلي الاقتناع بأن النصيب غالب؟!.. والأمر لا يستحق التضحية بنعمة الحياة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف