الجمهورية
محمد العزاوى
حقل ظهر.. أمل المستقبل
تسير مصر خلال الفترة الحالية بخطي ثابتة نحو بناء مستقبل أفضل في جميع المجالات بدأت حركة التطوير والتنمية في مختلف قطاعات الدولة سواء من بنية تحتية إلي طرق وكباري وأنفاق مروراً بمصانع عملاقة وزراعة آلاف الأفدنة كل هذه الخطوات تهدف للوصول إلي مرحلة الاكتفاء الذاتي وبناء مصر الحديثة التي تعتمد علي مواردها الخاصة بتطبيق سياسة واضحة تقوم علي اكتشاف واستغلال كل ثرواتها الطبيعية ونجحت مصر مؤخراً في افتتاح "حقل ظهر" الذي يعتبر أكبر اكتشاف للغاز الطبيعي في منطقة البحر المتوسط وتبلغ احتياطاته ثلاثين تريليون قدم مكعب ويحتل مساحة 100 كيلو متر مربع.
مصر سابقت الزمن وقامت بافتتاح هذا الحقل العملاق الذي تم اكتشافه في 2015 وجري العمل فيه علي قدم وساق وتمت تنمية هذا الكشف في 28 شهراً فقط لتلبية احتياجات مصر من الغاز الطبيعي وتحقيق الاكتفاء الذاتي بالإضافة إلي البحث عن اكتشافات أخري في البحر المتوسط والبحر الأحمر وهو ما يؤهل مصر في الفترة المقبلة لأن تصبح مركزاً إقليمياً للطاقة ويجعلها من مصدري الطاقة في المنطقة كما أن التشغيل التجريبي لحقل ظهر يرفع إنتاج مصر من الغاز الطبيعي إلي 5.5 مليار قدم مكعب يومياً بالإضافة إلي أنه يوفر لها حوالي 60 مليون دولار شهرياً.
بدء التشغيل التجريبي لحقل ظهر ليس إلا مرحلة أولي تليها خطوات متتالية لتنمية حقول أخري ترفع من قدرات مصر الصناعية التي عانت في الفترة الأخيرة بسبب التحديات التي واجهتها وأثرت علي حركتها الصناعية بشكل كبير.. لابد من استغلال هذا الاكتشاف العملاق لإعطاء دفعة حقيقية للصناعة المصرية وزيادة التصنيع المحلي ورفع حركة الإنتاج التي ستنعكس إيجابياً علي حركة التصدير للخارج وزيادة دخل الدولة من العملة الأجنبية وإعادة المنتجات المصرية إلي الساحة الصناعية العالمية التي غابت عنها فترة طويلة لأسباب عديدة.
حقل ظهر يفتح أبواب الأمل نحو مستقبل جديد يحقق لمصر ما تحلم به من تطوير حقيقي للبنية التحتية والوصول للاكتفاء الذاتي والتقدم الاقتصادي والصناعي الذي نطمح إليه وعلينا أن نتكاتف جميعاً لكي تستكمل مصر طريقها نحو التنمية والتقدم وبناء مستقبل أفضل وأكثر إشراقاً في ظل التحديات والمؤامرات التي تهدف دائماً للنيل منها وتشويه صورتها الخارجية إلا أن أفضل وسائل الرد علي كل هذه المؤامرات والتحديات هو الاستمرار في العمل بإصرار للتقدم علي طريق التنمية والإصلاح دون الالتفات إلي محاولات البعض لإثناء مصر عن تحقيق اكتفائها الذاتي بمواردها في كافة المجالات واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية.
وفي النهاية.. حقل ظهر ما هو إلا بداية لمرحلة جديدة وانطلاقة صناعية حقيقية تلبي طموح وآمال الأجيال القادمة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف