ماجد نوار
أنقذوا الكرة المصرية من جنون الاحتراف
* نيرون عندما حرق روما.. أكيد لم يكن يقصد تدميرها بل حرقها لمصلحتها.. من وجهة نظره في ذلك العصر والزمان.. وهتلر عندما هاجم وعادي العالم أجمع لم يكن يسعي لتدمير المانيا والقضاء علي قوتها التي تمتعت بها في العصر الذهبي الذي عاشه الألمان واحتلوا فيه أكثر من نصف العالم تقريباً!!
* من هنا يجب أن نلتقط الخيط للتركيز علي حقيقة واحدة أنه ليس كل ما يأمله المرء يدركه.. وما يحدث في الوسط الرياضي أو بالتحديد الكروي في مصر يؤكد أن مستقبلنا بالفعل يحيطه الغموض وأن هناك من بيننا من يتولي مناصب في الأندية أو حتي الاتحادات ويتعامل بنفس أسلوب نيرون وهتلر بحجة أنه يسعي لمصلحة النادي أو الاتحاد والحفاظ علي مكانته وتاريخه مع أنه بالفعل يهدم كل الانجازات التي تحققت وحققها من قبله شخصيات لها تاريخها ومكانتها الرياضية أو الكروية!!
* رغم تأهلنا للمونديال بعد عناء ومشقة وانتظار أكثر من ربع قرن إلا أنه من الواضح أننا في الرياضة وفي كرة القدم نسير عكس الاتجاه ونتراجع بصورة خطيرة فلا يوجد خطط موضوعة كما يحدث في كافة مجالات الدولة علي مستوي التنمية الاقتصادية أو الخدمية تجاه المواطنين فالرياضة تعزف منفردة لحناً شاذاًَ بعيداً عن وحدة الصف التي تعيشها مصر كلها حالياً للانطلاق لأهم مرحلة في حياتنا وهي مرحلة الإنتاج والعمل تحت شعار صنع في مصر وليس في الصين أو أي دولة أخري!!
* أيها السادة بالنسبة لبطولة الدوري أصبحت شبه محسومة للأهلي والصراع سيكون عنيفاً بين الإسماعيلي والمصري علي مركز الوصيف.. طب فين الزمالك؟!
* الزمالك مرفوع من الخدمة مؤقتاً للإصلاح والتهذيب والتجديد ويتم تدعيم صفوفه فهو أكثر فريق حالياً بين معظم الأندية تم تغيير جلده وتجديده ليس كل موسم بل ربما يتم التغيير في الموسم الواحد مرتين!!
* نشاهد لاعبين يرحلون ويأتي غيرهم ونجوم يتم اعارتها مجاناً لها اسمها وهذا بالطبع نتاج المفهوم الخاطئ للاحتراف!!
* من يتخيل أن لاعبين من أندية متواضعة يصل سعرهما لـ 15 و19 مليون كما اشتري الزمالك كلاً من محمد عنتر وعماد فتحي أو لاعب يصل سعره لأكثر من 40 مليون كما اشتري الأهلي لاعب إنبي صلاح محسن!!
* فيه حاجة موش مفهومة بل فيه حاجة خطأ لأن ما حدث يؤكد أن نظام احترافنا بايظ ومضروب وتايواني يعني لأن عملية الشراء والبيع تمت دون جهود أو مواهب ملموسة أو حقيقية بمعني أن لاعب أحرز هدفين يباع بـ 15 مليوناً من الجنيهات؟!
* المطلوب تقنين ما يحدث لأن ارتفاع الأسعار بهذا الشكل والمستوي سيستفيد منه أولاً السماسرة أو وكلاء اللاعبين في المقام الأول ثم اللاعبين وبعدهما اتحاد الكرة الذي يحصل علي نسبته أما مصلحة الضرائب فلا تعلم ماذا يتم في تلك الصفقات وكيف يتم تحصيل حقوق الدولة؟!
* أتصور أن نظام الاحتراف الحالي والأسعار والعرض والطلب في حاجة إلي تقنين ولابد من الاستفادة من التجارب الأوروبية العالمية لأنهم عندما يشتري أي ناد لاعباً بملايين اليوروهات يحصل منه علي ما يوازي المبلغ المدفوع فيه علاوة علي أرباحه من بيعه وتسويقه.. ويكفي أن صلاح الحيلة الحقيقية سعره حالياً في البورصة لا يقل عن 127 مليون يورو وهو يستحق هذا الرقم لأنه يلعب مع ليفربول الإنجليزي!!
* وبالمقارنة مع أسعار بعض اللاعبين من خلال الصفقات التي تمت مؤخراً بالملايين فإن صلاح سعره في بورصة مصر لا يقل عن 6 أو 7 مليارات.