الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
العاصمة الجديدة.. والقاهرة القديمة
تقرر انتقال الحكومة إلي العاصمة الجديدة خلال 18 شهراً.. صرح اللواء أحمد زكي عابدين بأن رئاسة الجمهورية ومجلسي الوزراء والنواب وعدداً من الوزارات والمنشآت الحكومية ستنتقل ابتداء من منتصف العام القادم..
لذا يجب أن يبدأ التفكير من الآن أيضاً في مصير المباني الضخمة الفخمة التي ستخلو في القاهرة بعد هذا الانتقال.. فمعظم هذه المباني قصور ملكية قديمة في منتهي الجمال ومليئة بالتماثيل والجدران بالرسومات.. كل هذه القصورة بناها فنانون أجانب معظمهم إيطاليون وهذه القصور لا تقدر بمال والموضوع يحتاج لحصر ومعاينة.. وأخصائيين في العمارة والمعمار لدراسة هذا الموضوع الهام.. هناك قصور تحتاج لهدم ما أضيف إليها من مبان.. لقد تم البناء في الحدائق مثلاً.. وتم هدم جراجات وبناء مكانها مكاتب.. الموضوع يحتاج لتكوين لجنة لإعادة النظر في كل هذه المواضيع.
مثلاً.. منطقة مجلس الوزراء فيها بخلاف مبني المجلس نفسه الذي كان قصراً لإحدي الأميرات.. أمام المبني يوجد مجلس النواب وله تاريخ طويل ممكن أن يتحول إلي متحف مع صور لا حد لها.. مصر من أوائل الدول التي عرفت البرلمانات.. وممكن أن يكون مجلس النواب هو "المبني الذي يحكي تاريخ مصر".. هذا ممكن إذا ما تمت كتابة قصة كل صورة بإسهاب وبأمانة من أجل الأجيال الجديدة التي تريد معرفة تاريخ بلدهم.. ووزارة الصحة التي بجوار مجلس الوزراء كانت أيضاً قصراً لأميرة ملكية.
***
من أهم الموضوعات هي محاولة تجميل القاهرة بعد انتقال الحكومة إلي العاصمة الجديدة.. وهذا لن يتأتي علي خير وجه إذا لم يتم هدم المباني الحكومية العادية التي بنيت حديثاً وتم نقلها إلي العاصمة.
***
القاهرة في أشد الحاجة إلي أراض فضاء كثيرة.. القاهرة في حاجة لحدائق وتماثيل وتوسيع الشوارع الرئيسية وغير الرئيسية.. ومنذ فترة حينما انتقلت وزارة الداخلية إلي موقعها الجديد طالبت بهدم مبناها القديم وهناك بجوارها مبني حكومي آخر مهجور منذ مدة وله حديقة واسعة.. واقترحت هدم هذا المبني أيضاً لكي يظهر تمثال لاظوغلي المقام أمام هذين المبنيين ولا أحد يراه رغم أن التمثال لمحمد لاظوغلي الذي أتي إلي مصر مع محمد علي الكبير 1805 وكان وزيراً للحربية ثم رئيساً للوزراء وفي عهده غزا إبراهيم باشا بلاد الشام.. نريد قاهرة جديدة بجوار العاصمة الجديدة.. ما رأيكم؟!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف