بين الألم والأمل يعيش الآلاف من مرضي السرطان اللعين بين جدران معهد الأورام.. أنين ووجع وصراخ وآهات تخطف القلوب.. رحلة قاسية يمر بها المريض وعذاب وألم لأهله ولمن يرافقه.
عشت تجربة طويلة مع السرطان ورأيت مرضي بالآلاف ومشاكل عديدة يواجهها معهد الأورام الذي توافد عليه الناس من ربوع مصر أملا في العلاج، ورأيت ممرضين وممرضات يعملون وفق أقل الإمكانيات ورأيت طبيبا بدرجة إنسان كرس حياته لخدمة مرضي السرطان ولم يمنعه متابعته لعلمه من إصراره علي تحدي الصعب وتدبير نفقات المعهد وتوفير الأجهزة والعلاج، علي مدار سنوات بعيدة أتابع بفخر د. محمد لطيف أحد نوابغ الطب وهو يقاوم المعاناة وينحت في الصخر من أجل أن تستمر رسالة المعهد في خدمة المرضي ويؤدي رسالة سامية.
معاناة المرضي تجد دوما حلولا واقعية من د. لطيف الذي يفكر علي مدار الساعة في تدبير سرير لمريض حتي لو أخلي غرف الممرضات والكافيتريات ويفكر دوما في الحصول علي مساعدات تغطي الدواء بتكاليفه الباهظة. انغمس لطيف منذ شبابه في خدمة مرضي السرطان واختار طريق الإنسانية وقطع شوطا طويلا وجمع أهل الخير لدعم المرضي والمستشفي.. وكان للقاء التاريخي للشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة الذي حضر لمعهد الأورام داعما، أثر كبير فقد كان لقاءا إنسانيا قدم خلاله الشيخ القاسمي وحرمه دعما كبيرا للمستشفي وقدم دعما معنويا للمرضي.. نحتاج لتضافر الجهود والوقوف بجانب مرضي السرطان فمعاناتهم كبيرة ويجب الانتباه أن المعهد القومي للأورام في القاهرة ليس القبلة الوحيدة فهناك محافظات بعيدة تحتاج للمساندة، ويجب دعم فكرة بناء معاهد للأورام في الصعيد والوجه البحري لتخفيف الآلام عن المرضي وعدم اللجوء للسفر للقاهرة.. رغم قلة الإمكانيات وندرة الدعم إلا أن معهد الأورام يقدم جهوداً وخدمات طبية متكاملة ويضم عيادة متفردة للألم كما يضم ٣٣٠٣ أطباء وممرضين وعاملين، ويشهد توسعات وتجديدات للمبني الجنوبي وتوسعات بفرع التجمع الأول. ورغم ما يجري من توسعات فلا يكفي لاستيعاب المرضي التي باتت أعدادهم في ازدياد.. لن تفلح الدولة وحدها في مواجهة وقهر السرطان الذي سكن بيوت كثير من المصريين ويحتاج لجهود وأموال ويحتاج لتكاتف الجميع لنقضي علي هذا المرض اللعين.. ادعموا فكرة بناء مستشفيات للأورام في كل ربوع مصر وريفها الذي يعاني أهله أشد العناء وتبرعوا ولا تبخلوا فمريض السرطان طفلا كان أم كهلا يحتاج للمساندة والدعم الإنساني والنفسي قبل المادي.. في معهد الأورام قصص ومعاناة وطبيب نابه يتمتع بالإنسانية ويجتهد ليقدم خدمة متميزة ويعيد بناء معهد الأورام ونشر مراكز متطورة علي مستوي الجمهورية.
د. محمد لطيف عميد معهد الأورام صورة مشرفة للطبيب الإنسان الذي يعرف قيمة ومعني الطب ويكرس جهوده لخدمة مرضي السرطان.
حفظكم الله جميعا واللهم اشف كل مريض.