الجمهورية
قدرى ابو حسين
المحليات فرصتنا للعمل السياسي
قد يتبادر إلي ذهن القارئ أن الإدارة المحلية في مصر لم تكن في مستوي الحاجات الاجتماعية طوال الوقت وهذا انطباع خاطئ حيث سيثبت لأي ملاحظ موضوعي أن الإدارة المحلية المصرية قد حققت للمجتمعات المحلية إنجازات رائعة في كافة المجالات وواكبت كل ما عاشته مصر من أزمات والمتتبع للأداء المحلي في فترة الستينيات والمساهمة الفاعلة في تحقيق أعلي معدل تنمية من خلال الخطة الخمسية الأولي 61-66. كما أن الدور المحلي بعد هزيمة 67 وتحمله مسئولية الجبهة الداخلية وتولي مهمة الدفاع الشعبي والعسكري خلال حرب الاستنزاف وتكليفه مهمة التهجير للمواطنين من محافظات القناة إلي المحافظات الأخري علي الأخص محافظات الصعيد بكل ما تتضمنه عمليات التهجير من مشاكل وصعاب وترتيب الإقامة والإعاشة وخدمات التعليم والصحة في وقت تعاني فيه المحافظات المستقبلة من نقص وقصور في كل مناحي الحياة. استمر ذلك سنوات إلي أن تحملت المحافظات أيضا وعقب نصر أكتوبر مسئولية إعادة هؤلاء إلي محافظاتهم وفي سنوات ما بعد نصر أكتوبر كان الدور المحلي أكثر من رائع حيث واكبت الإدارة المحلية ما واجهته مصر من أزمات مختلفة كان أبرزها أزمة الغذاء وهنا تصدت الإدارة المحلية لتنفيذ العديد من مشروعات الأمن الغذائي "تسمين وألبان ودواجن وخطوط إنتاج البيض وغيرها" الأمر الذي حقق للمجتمع المصري قدرا من أمنه الغذائي آخذين في الاعتبار ضعف القدرات الفنية في محافظات كما ونوعا ولكن عوض ذلك "الحماس والرغبة في الإنجاز". وكذلك جهد المحليات مع كارثة السيول والزلازل وتطوير التعليم وغيره وإن كنا نثمن وبحق التجربة المحلية المصرية خلال فترات سابقة إلا أننا اليوم وفي ظل الظروف التي تعيشها مصرنا الحبيبة وقد تكالبت عليها كل قوي البغي والعدوان من الداخل والخارج فإننا أحوج ما نكون إلي نظام محلي قوي وفاعل ومؤثر.
أقول للشباب هلموا استعدادا للمحليات فهي فرصتنا للعمل التنموي والسياسي والتهيؤ للبرلمان مستقبلا. تعالوا نثقف أنفسنا وننمي معارفنا ونهنئ أنفسنا لمعركة التنمية وهي المعركة الحقيقية التي سوف ترسخ وجود الدولة المصرية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف