أهل الشر علي يقين بأن مخططهم لن ينجح في هدم مصر، إلا إذا استمرت سياسة إضعاف الدولة، ولعبت الجماعة الإرهابية دورا مخربا، وابتلع الطعم السام جماعات من النشطاء والسياسيين والإعلاميين، رقصوا علي أدخنة الحرائق وروجوا للباطل.
أهل الشر يريدون:
(1) إسقاط الدولة، وتصعيد حالة الفوضي والشلل والوصول بالأوضاع الأمنية إلي النقطة صفر، فالدولة الفاشلة هي نموذج ما حدث بعد 25 يناير، وتتولي أمن مواطنيها لجان شعبية، من الفتوات والبلطجية وقطاع الطرق، ينظمون المرور ويحتلون الميادين، واستفحلت حوادث الخطف والاغتصاب وسرقات السيارات، والأكثر خطورة هو ظهور العدالة العشوائية، بالقبض علي المواطنين وزعم ارتكابهم جرائم، وتنفيذ العقوبة فيهم في الشوارع بطرق غوغائية.
(2) استبدال مؤسسات الدولة بكيانات بديلة، وتلقي جهاز الشرطة أصعب الضربات، من الدعوات الكاذبة إلي هيكلته بهدف تصفيته، إلي ظهور الضباط الملتحين لأخونة الأمن، ناهيك عن التنكيل بجهاز أمن الدولة، وضرب جهاز معلومات الدولة ومحو ذاكرة الأمن، وتوصيل رسالة للداخل والخارج بأن الدولة غير قادرة علي حماية مواطنيها.
(3) تمزيق النسيج الوطني، وإشعال فتن دينية، سواء مع الأقباط أوتأجيج صراعات مذهبية بين أبناء الدين الواحد، والحمد لله أن الناس أنفسهم اكتشفوا خطورة العبث بالأديان، وأن البلاد إذا وقعت في آتونه، فلن تقدر علي إطفاء الحرائق ولو بعد عشرات السنين، وتجلت عظمة المصريين في إعلاء الهوية الوطنية، والاحتماء بالمخزون الاستراتيجي للتعايش الهادئ، تحت مظلة الدولة التي تحمي الجميع، ولا تفرق بين مواطنيها.
(4) إضعاف قدرة الدولة الاقتصادية، بتشجيع الإضرابات والاعتصامات، ووقف العمل والإنتاج، وتكثيف المطالب الفئوية، أدت إلي الفوضي وغلق المصانع وهروب الاستثمارات وزيادة معدلات البطالة، ووصول معدلات النمو إلي الصفر، وتجريف احتياطي البنك المركزي من العملات الأجنبية، حتي تنعدم قدرة الدولة علي الاستيراد، والاعتماد علي المنح والمساعدات والقروض، والوقوع في مصيدة الإفلاس ومد اليد للدول المانحة.
هوية الوطن هي السياج القوي الآمن، الذي نحتمي به في الانتصارات والانكسارات، والأفراح والأحزان، وقديما قالوا: إن المصريين في المحن يصبحون روحا واحدة في جسد واحد، فلا تجد نشازا ولا شذوذا ولا دعاة للفرقة والتشرذم والتناحر، وقوة الوطن تكمن في الحفاظ علي هذه الثوابت وتعظيمها وإعلائها.. مصر عادت وعودتها ضربة قاصمة تؤرق مضاجع المتربصين بها والكارهين لتعافيها.
الحفاظ علي الدولة المصرية معناه أن نحافظ عليها، وندرأ عنها الخطر، وندرك أن المؤامرة الكبري مازالت تستهدفها، وتريد النيل منها ومن تماسك شعبها، ومن لا يصدق أو يزعم أنها فزاعة سياسية، عليه أن يسترجع شريط أحداث السنوات الماضية، فبعد تحقيق شعار »الشعب يريد إسقاط النظام»، اتجهت معاول الهدم إلي إسقاط الدولة نفسها، وضرب مؤسساتها وتخريب مواردها، وركزت علي محاور تؤدي إلي الوصول إلي الدولة الفاشلة.. وهؤلاء هم لوبي »أهل الشر».