لا أدري إلي الآن إن كان ميلاد موسي مصطفي موسي كمرشح رئاسي خرج من رحم "الغد" كافياً لحفظ ماء وجه الأحزاب. أم أنه كان كافياً فقط لكشف عورتها السياسية علي مرأي ومسمع من الداخل. والخارج معاً.. مر أسبوعان وثلاثة أيام ولم أكون حتي انطباعاً واحداً له ملامح حول الرجل. وما إذا كان ترشحه يفيد المشهد. أو أنه - وأعني ترشحه وليس هو- والعدم سواء.. لكن دعونا نبدأ المقال بسؤال: هل كنا بحاجة من الأصل إلي مرشح ثان أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة ؟.
نفسها محاولة الإجابة علي السؤال تضعنا عن غير قصد أمام أسئلة أخري. ربما تشكل في مجموعها إجابة كاملة: أكان مِن مهام الرئيس أن يعالج الوسط السياسي من "فوبيا الترشح"؟.. ما ذنب السيسي في أن الأحزاب المصرية "كرتونية". وأبطالها "من ورق" ؟.. وهل هي قضية الرئيس المنتهية ولايته الأولي أن يعطي دروساً في السياسة لمن يسمون أنفسهم معارضة. ويدعوهم إلي العمل علي الأرض. ومد "جسر سياسي" مع الشارع ؟!.. والأهم من كل الأسئلة السابقة سؤال أخير: هل هذه المعارضة. وتلك الأحزاب مقتنعة بينها وبين نفسها أنها معارضة. وأنها بالفعل أحزاب؟!
يا سادة. مَن قال إن من بين مَن ترددت أسماؤهم في البداية مَن يصلح لتولي زمام الأمور في محافظة صغيرة. لا أن يتجرأ ويفكر بحق في الجلوس علي مقعد الرئاسة. ويحكم دولة بحجم مصر؟!.. ثم. هل تُراه صدَّق مَن أعلن انسحابه أننا صدقناه ؟!.. هل حقاً نام خالد علي ليلته الأولي وهو يصدق أنه أحرج النظام بالانسحاب. الذي ربما كان هدفه الأول. والأخير من الإعلان أصلاً عن نيته في الترشح ؟!.. لا أتصور كذلك أن الآخر الذي حالت عقبات قانونية دون ترشحه كان قادراً علي إقناع ذاته. قبل أن يفلح في إقناع الناخبين أنفسهم بأنه رئيس مصر المنتظر.!!
المشهد له ما يشبهه في روسيا. التي كان جواب رئيسها المرشح "بوتين" علي سؤال حول عدم وجود منافس له في الانتخابات الرئاسية: "ليست مهمتي إيجاد مَن ينافسني".. من هنا أري أن علي مَن يسمون أنفسهم سياسيين أن يركزوا من الآن علي علاج نقاط ضعفهم. ويستعدوا لنزول الملعب في الانتخابات الرئاسية ¢2022¢. بخطة مدروسة. ورغبة في الفوز. بدلاً من الاكتفاء بمقاعد المتفرجين. أو الوقوف وقت الجد أمام الكاميرات يعلنون انسحابهم لألف سبب. غالباً ليس بينها سبب واحد مقنع.پ
الأكثر أهمية بالنسبة لنا كمصريين أن نلتف حول الرئيس السيسي الذي يدهشني أنه لم يلتفت إلي كل ما دار حوله من ضجيج فارغ. ويركز تفكيره علي استكمال مشروعه الوطني. الذي بدأه منذ 4 سنوات مضت. ومن حقنا نحن أن يصل به إلي محطته الأخيرة بعد 4 سنوات قادمة.