الوطن
أحمد الطاهرى
أصحاب المهام القذرة!
من حق الرئيس عبدالفتاح السيسى أن يتباهى بأنه لا ينتسب إلى المنتج المحسوب علينا بأنهم سياسيون.. ومن حقنا أيضاً أن نتباهى بذلك وأن نطمئن بأن رئيس الدولة المصرية ينتمى إلى المؤسسة العسكرية المصرية.. مصنع الوطنية المصرية الحقيقية.. مصنع العمل والتضحية والفداء.

مؤكد أن العمل السياسى ليس عملاً سيئ السمعة، لكنه أصبح كذلك فى مصر بفعل المحسوبين علينا سياسيين، ومن قدموا على أنهم كذلك، ومن استغلوا الفوضى وصكوا مصطلح «ناشط سياسى»، لكى يكون مظلة تدارى حقيقة أنّهم مجموعة من العواطلية، وجدوا فى الهم العام والشأن العام المصرى مادة للاسترزاق.

صدق الرئيس عندما قال «أنتم ماتعرفونيش»، كان يقصدهم بوضوح لكنه يعرفهم جيداً.. البعض ينسى أن الرئيس كان أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى تولى إدارة شئون البلاد فى فترة بالغة الصعوبة.. البعض ينسى أن الرئيس كان شاهداً على ابتزاز تجار الوطن واستغلالهم للظرف العام الخطير، لتحقيق مكاسب شخصية.. المجلس العسكرى تواصل مع الجميع، وطلب من الجميع تحمل المسئولية ومساعدته كى لا تسقط الدولة، والجميع كان ينهش فى مصر والأيام أثبتت وكشفت حجم المؤامرة التى تعرّضت لها مصر وأثبتتها الأيام.

لدينا سياسى لا نعرف من أين يحصل على قوت يومه.. يدّعى كذباً أنه ناصرى وتجده متحالفاً مع الإخوان ويجلس أمام «مرسى» ويقول له طمنى عليك يا ريس.. أىّ عبث هذا وأى جنون، ولم يفكر هذا الناصرىّ الكاذب أنه لو كان أتى بفعله فى زمن «عبدالناصر» الذى يتمسّح فى ترابه، لكان مصيره مصير الإخوان نفسه فى زمن «ناصر».

والآخر محامٍ فاشل.. يتم تمويله من الخارج ثم يحدثنا الرخيص عن الوطنية والشرف.. يحدثنا عن السيادة هذا المنبطح أمام أسياده تحت مظلة براقة، وهى حقوق الإنسان والمجتمع المدنى.

والثالث.. إرهابى برخصة، وُلد فى الجماعات الإسلامية وترعرع فى «الإخوان» الإرهابية، ويقدم نفسه للمجتمع على أنه إصلاحى، وهو أشد المتطرّفين، ولا يقل عن أهله وعشيرته فى الإجرام.

ورابعهم أشرهم.. هذا المستمصر المتلعثم الذى تاجر بمصر وسعى لتقسيمها شعبياً، تمهيداً لتنفيذ مخطط دولى كان وما زال جزء منه لا يرى مصر إلا من خلال أعين الغرب.

هؤلاء وآخرون هم أصحاب المهام القذرة فى هذا الوطن.. الذين دفعوا المجتمع كله ثمن عدم تحققهم قبل خيانتهم، الذين تآمروا ورقصوا على جثة هذا الوطن وهو يحترق يوم 28 يناير، وكانوا ينتظرون تمثيل مصر فى مؤتمرات دولية كتلك التى تقام لسوريا أو اليمن أو العراق، ولولا أن لدينا مؤسسة عظيمة اسمها القوات المسلحة المصرية وبطلاً حقيقياً اسمه عبدالفتاح السيسى كنا الآن مادة مصورة لـ«الجزيرة» وأخواتها وما كان كل حاقد على مصر ليكتفى بدمارها، لكن كان سيأتى للمشى على حطامها، مثلما أحضروا القرضاوى إلى ميدان التحرير وأردوغان إلى النصب التذكارى، واحتفل قتلة السادات بنصر أكتوبر، ووصلت قطر إلى الاتحادية من خلال جاسوس مدنى منتخب.

نعم سيدى الرئيس، لك ولنا أن نفخر بأنك لا تنتمى إلى هؤلاء.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف