لا أعرف من أين أتي البعض بفكرة أن المصريين لن يذهبوا لصناديق الانتخابات الرئاسية.. وعلي أي أساس أو قاعدة استند مروجو هذه الفكرة.. هل هناك دراسات مدققة تؤكد ذلك؟.. أم أنها مجرد اجتهادات شخصية يرددها البعض.. منها ما هو بريء وآخر خبيث.
كل هذه الآراء التي تتواتر ويتواتر عكسها في نفس الوقت تعقد المشهد الانتخابي.. وتصيب القاعدة العريضة من المواطنين بحالة من الارتباك.. سواء كان ذلك بعفوية من البعض أو بشكل متعمد ومقصود.. ولذا أتساءل من أين أتت هذه التوقعات التي لا حديث هذه الأيام سوي عنها؟!.
أري أن وراء هذه الأخبار التي خلقت معها مشهداً عبثياً سمح للجميع أن يدلوا بدلوهم.. فريقان الأول يهمس بأن المصريين لن يذهبوا إلي صناديق الانتخابات.. وفريق آخر يؤكد بصوت علني أن المصريين سيذهبون لصناديق الانتخابات.. وهذا من يدافع وهذا من نصب من نفسه عليم ببواطن ونفوس بل وعقول المصريين وضمائرهم!!.
نفس الأزمة التي نعاني منها كمصريين منذ اندلاع ثورة 25 يناير، الكل يتحدث، ويتحدث عبر الفضائيات وجموع المصريين يشاهدون ويسمعون.. ولكن المواطن المصري ذكي بطبعه، فطن لمصلحته ولبلده، يعرف طريقه جيداً، وولاؤه الأول لوطنه، لا يحركه سوي ضميره.. فهو مرتبط بوطنه وأسرته ولا يحتاج لوصي عليه.. وعلي فكرة المصري يكره من يقول له أفعل ولا تفعل.. ورغم ذلك تحول الأمر بلا داع أو سبب مقنع إلي فريقين.. الأول من الإخوان الذين استطاعوا أن يوقعوا الجميع في فخ أن المصريين لن يذهبوا لصناديق الانتخابات.. والفريق الآخر الذي وقع في نفس الفخ.. وأخذ يدافع عن أمر لن يحدث في تقديري.. لأنه باختصار أسباب المقاطعة التي يسوقها الإخوان عبر منابرهم لن تكون سببا لمقاطعة الانتخابات.. فهم يؤكدون أن ارتفاع الأسعار وسوء الحالة الاقتصادية التي يعاني منها المصريون هي ما تدفعهم إلي عدم الذهاب لصناديق الانتخابات.
طيب دعونا نتمهل قليلاً.. إذا كان الأمر كذلك فالأدعي أن يذهب المصريون ليقولوا لا.. ويعلنوا رفضهم لهذه السياسات التي تم تطبيقها عليهم.. ويضعوا بذلك النظام في حرج.
إلا أن الغباء الإخواني جعلهم يروجون لعدم الذهاب للصناديق والذي يجب إلا يواجه بغباء منا. وندافع بلا داع عن حالة لن تحدث.. ويظهر في المشهد أصوات أخري تدعو المصريين لمقاطعة الانتخابات بحجة تشويه الحالة السياسية.. طيب ماذا سيحدث إذا استجاب الناس لحالة المقاطعة؟
فالإجابة واضحة.. فهذه الدعوات هي الأخبث، لأن الغرض من وراء المقاطعة هي إحراج النظام في الخارج.. وإحراج البلد، وإدخاله في متاهة.. هم أنفسهم لا يستطيعون اخراجنا منها.. هم يفكرون في أنفسهم.. وليس مهما عندهم صالح البلاد.. فإذا كان هؤلاء يخشون علي صالح هذا الوطن ويحبونه كما يدعون.. فليقدموا روشتة الإصلاح.. ولكن أين لهم بهذه الروشتة.. فهم ليس لديهم سوي دعوات الهدم.. هدم هذه البلاد، وتشتيت جهود التنمية.. وإدخال المصريين في نفق مظلم.. هذا هو أسلوبهم.
وتجد أصواتا أخري تعول علي عدم ذهاب الناس للصناديق بأن النتيجة محسومة لصالح الرئيس عبدالفتاح السيسي، حتي من قبل الانتخابات.. وهذا هو السبب في عدم ذهاب المصريين لصناديق الاقتراع.
وتجد في وسط هذا المشهد العبثي أن الشخص الوحيد الذي يعمل ويخطو بخطوات ثابتة نحو تحقيق حياة أفضل للمصريين، هو الرئيس السيسي.. فهو لا يلتفت إلي هذه الأمور التي تؤخر.. ويواصل بكل عزم وإصرار افتتاح مشروعاته وانجازاته كل يوم.. وفي نفس الوقت لم تتوقف زياراته وجولاته الخارجية.. التي ترفع اسم مصر عالياً.. فهو من اتخذ من خدمة المصريين عهداً وميثاقاً طالما حافظ عليه واعلنه دائماً مؤكداً أن تحمل المصريين للقرارات الاقتصادية الصعبة شيء يعتز به.. وهو خير دليل علي ثقة المصريين فيه.. وتجد لسان حاله في رقبتي 100 مليون مصري.. وأمن مصر والمصريين ثمنه حياتي.
نعود إلي الانتخابات.. لنجد ان كل هذه الأمور لا تخلق سوي مشهد متوتر.. إذا راجعت أطرافه تجد أنهم لم يصنعوا شيئا سوي الارباك المعتاد منذ ثورة 25 يناير..
لماذا لا نلتقط الانفاس ونفكر جميعاً في صالح الوطن؟.. لماذا لا نتحلي جميعاً بأفكار إصلاحية ونعطي الفرصة للحديث عن البناء والتنمية فقط؟!
لماذا انسقنا جميعاً وراء الإخوان ووقعنا في فخ وتفاصيل الخلافات الفرعية، مع العلم أن الشيطان يكمن في التفاصيل؟!
لماذا سمحنا بأن يحركنا أعداؤنا في فلك ومتاهة ترهقنا جميعاً وترجعنا لنقطة الصفر؟..
لماذا سمحنا لعدونا أن يصيبنا بالذعر والخوف من حالة لن تكون موجودة.. فدائما الرهان علي قوة وتماسك المصريين هو الرهان المضمون، الكاسب.. فالمصري يرتبط بوطنه ويضحي من أجله ويعلم من يحبه ومن يكرهه.
أرجوكم أرفعوا وصيتكم عن المصريين.. فهم يعرفون طريقهم جيداً.. ولهذه الأسباب سيذهب المصريون لصناديق الاقتراع ووقتها ستصابون بالحسرة.