المساء
عبد الحميد اباظة
بلا ضجيج .. إصلاح المنظومة الصحية مسئولية مشتركة
كثرت في الآونة الأخيرة توجيه الانتقادات للمنظومة الصحية بسبب سوء الخدمات الطبية في المستشفيات وتقصير بعض العاملين والمعاملة السيئة التي يواجهها المرضي في المنشآت الصحية.
ونظراً لأنني كنت أعمل في وزارة الصحة وأعلم جيداً أن هناك عدة مشاكل أدت إلي تدهور الخدمات الصحية ومنها:
* سوء مستوي مقدمي الخدمة في بعض الأماكن وهذه ايضا سببها الرئيسي كثرة كليات الطب وأعداد الأطباء وضعف التدريب وهنا سوف يتم التركيز علي الارتقاء بالمستوي المهني للطبيب بعد التخرج ولابد من إعادة النظر في أسلوب اختيار طلبة الطب بالذات ولا يكون المجموع وحده هو المقياس.
* ضعف المرتبات للقطاع الصحي فالجميع مازال يتحدث عن الأطباء بالحجم "ع" الشهيرة ولكن اسمحوا لي أن أبلغكم أيها الرأي العام والقائمين علي هذا البلد أن الوضع المالي للأطباء هو "ق" وليس العين ويقصد بالقاف قلة الدخل. قلة الموارد. قلة التدريب. أن المستوي المادي وبالتالي الأدبي للطبيب أصبح سيئاً لا يغطيه وكذلك التمريض والقطاع الصحي كله ولن أدخل في تفاصيل أرقام مرتبات أو حوافز أو غيرها لأنها معلومة لدي الجميع لكن يكفي أن أقول أن نوبتجية الممرضة "2 جنيه" والسهر "5 جنيهات" والطبيب يحصل علي "100 جنيه" إلي "120 جنيهاً" شهرياً فوق مرتبه مما يجعلهم ينصرفون للعمل في المستشفيات الخاصة لتحسين دخلهم ويهتمون بالمرضي في الخاص ويقصرون في حق المرضي بالمستشفيات العامة.
* ضعف الإمكانيات بالمستشفيات تغير قيادات أو ذيع مسئولين ونغيرهم دون تغير في الجذور لن يفيد علي الإطلاق فأنا لا أدافع عن مقصر أو مخطئ ومن يعمل معي ويعلم ذلك دون إعلانه أو الإطالة فيه.
* القصور الطبي والإهمال والتراخي. لا جدال أن هناك قصوراً وتراخياً وإهمالاً طبياً وإدارياً في العديد من المواقع سواء في الأطباء أو التمريض أو أي من الفريق الصحي علي كل المستويات ولكن تحليلاً لهذا نقول:
* هذه السلبية معروفة ومحددة ومحصورة لا تحتاج لإعلان.
* هذه الظاهرة خطيرة ولابد من ضربها بيد حديدية قوية صارمة.
* إن هذه الظاهرة لابد من تكاتف الجميع إعلام. رأي عام. قيادات سياسية ومحلية لإظهارها واحتواءها بكل السبل من قرارات وجزاءات أي كانت بالقانون.
* قبول السلبية في الصحة مرفوض لأنه يكلف الإنسان أغلي شيء وقد يكلفه عمره وحياته.
* الإعلام ودوره الشريف في كشف الأخطاء كعين من عيون السلطة والمسئولين لكن بالتحديد وليس بالتعميم بالتوجيه وليس بالإهانة والسب فهذا ليس مقبولاً ويأتي بنتائج عكسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف