المساء
حزين عمر
طلقة بالخيانة وحدها
مصر تستعصي علي الهزيمة.. فإما ان تنتصر في كل معاركها العسكرية. أو ان تنجح في صد العدوان. وإفشال العدو في تحقيق أهدافه. كما كان الشأن في عدوان 1956 من انجلترا وفرنسا وإسرائيل بهدف اسقاط ثورة 1952. وإعادة احتلال مصر والاستيلاء علي قناة السويس.. ففشلت كل هذه الأهداف.
ينشد أحد المتربصين الجهلاء من لسانه. ويتساءل: لو كان ا لأمر كذلك فلم سقطت مصر فريسة للاحتلال العثماني والاحتلال الانجليزي علي سبيل المثال؟! فنؤكد ا ن وطننا قد وقع فريسة هذين العدوين فعلاً في نهاية العصر الوسيط ثم في عام 1882.. لكن الهزيمة كانت بفعل فاعل سري خسيس خائن!! لم تكن بطولة من الغازيين: العثماني والانجليزي. ولا ضعفا من جيش مصر وشعبها وقياداتها حينذاك.
في العدوان العثماني حنث سليم الأول بكل تعهداته وعهوده مع السلطان قنصوة الغوري. ثم سعي لتجنيد خونة من المماليك وجنسيات اخري. وبالخيانة فتحت له بعض الثغور. وكشفت له أسرار قوة جيش المماليك المدافع عن مصر. وكان علي رأس هؤلاء الخونة المملوك المسمي "خنفس".
وحينما حاول الانجليز غزو مصر واحتلالها ظنوا قوتهم كافية لتحقيق هذا الغرض في 1807 لكنهم هزموا في رشيد. وعادوا خاسرين. فأدركوا ان الخيانة ستحقق لهم ما لم يحقق القتال. ونجحوا في تجنيد "سلطان باشا" الذي كان أحد أعوان عرابي مع محمود سامي البارودي وعبدالله النديم والشيخ محمد عبده وغيرهم - فخذل رفاق الكفاح هؤلاء في عام 1882 وهرب إلي الاسكندرية برفقة "الخائن" توفيق.. وهناك دفع له الانجليز 30 ألف جنيه ليوزعها علي بعض القبائل ليخترقوا جيش عرابي ويكشفوا ثغراته وبعد ان كان الجيش المصري علي وشك الانتصار تراجع بهذه الخيانة وكذلك بخيانة ديليسبس الذي فتح قناة السويس لعبور السفن الحربية الانجليزية. بعد ان اكد انه لن يسمح لها!!
أكثر مما يعرف كثيرون من المصريين. يدرك عدونا جيداً هذه الحقيقة: مصر لا تهزم إلا بالخيانة كما حدث كذلك في نكسة 1967.. ولذا فقد زرعوا في شرايين الوطن. لا فرداً ولا واحداً خائناً. بل تنظيماً كاملاً من الخيانة والعداء للوطن. هو التنظيم الماسوني المسمي بالاخوان الإرهابيين.. ويمارسون الآن نفس اللعبة بشراء وتمويل وتربية "وعلف" خونة جدد. يحملون مسميات مختلفة وشعارات كاذبة كحقوق الإنسان والديمقراطية. وحرية الانتخابات وكل الشعارات التي يصدرها لنا الغرب لوقف تقدمنا.. ولا يفعل بها شيئاً لنفسه. سوي مسح أحذيته لكننا سنظل صامدين.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف