الأخبار
مؤمن خليفة
الله لا يسامحك !
لا سامح الله من قنن دخول التوكتوك إلي مصر.. ومن سمح به في شوارع مصر المحروسة وتسبب في هذه الفوضي العارمة.. أقسم بالله العظيم لا يوجد سائق توكتوك يحترم قواعد المرور في جميع الشوارع.. فهي تسير عكس الاتجاه ولا أحد يوقف هذه الفوضي.. أي عبقري هذا الذي أوصي باعتماد هذه المركبة العجيبة التي يقودها صبية من الموتورين ومدمني البانجو والبرشام والتي أصبحت مثل الصداع في شوارعنا.
ماذا تستفيد الحكومة من تحول الشوارع إلي فوضي يدفع ثمنها الجميع.. هل في سبيل الحصول علي ضرائب وحفنة من المال نصل إلي هذه الدرجة.. هل من سمح بها رأي بعينيه الفوضي التي أحدثتها في شوارع بومباي وبعض دول شرق أسيا حتي نبتلي بها !
من سمح بالتوكتوك في مصر أيا كان لا يخشي الله ولا يبحث عن مصلحة هذا البلد أبدا.. ورجال المرور عاجزون عن أي رد فعل إزاء ظاهرة التوكتوك.. هل شوارعنا كانت تحتاج إلي التوكتوك.. ألم يكن يكفيها الميكروباص الذي أفسد حياتنا حتي نبتلي بالمركبة سيئة السمعة.. هل يقرأ هذا العبقري الصحف ليطالع عشرات الجرائم الجنائية التي تحدث في الشوارع بسبب التوكتوك الذي يزاحم وسائل النقل الأخري في كل مكان وخاصة عند محطات المترو ؟.. انتبهوا وأفيقوا قبل فوات الأوان.. التوكتوك خطر قاتل والبلد مش ناقصة يا أصحاب القرار !
الأموات يشكون الأحياء
أشتاق الرجل لزيارة والديه وأشقائه الذين رحلوا عن الحياة.. صلي الجمعة وأخذ طريقه إلي مدفن الأسرة في البساتين وهناك أصيب بصدمة شديدة.. المدفن مغطي بالسواد وبجواره محرقة وتل من القمامة يغطي المدفن بكامله.. لم يجد شيئا يفعله سوي دموعه التي نزلت علي خده.. وسأل نفسه أهكذا يعامل الموتي وتصور نفسه بعد الأجل المحتوم وقد وراه التراب في هذا المكان المدفون فيه والده ووالدته وأشقاؤه.. ذهب إلي التربي المسئول عن المكان وطلب منه إصلاح ما تسبب فيه بإهماله فلم يجد منه آذانا صاغية.. قال له إنه مستعد لإصلاح المدفن بشرط أن يفتح الشارع الذي أغلقه وأنه سوف يقوم بإزالة أطنان القمامة التي لا ذنب له فيها لكن البيه التربي رفض أن يسمعه وقال له.. ليس في الإمكان أبدع مما كان.. عاد الرجل منهارا إلي أولاده الذين سارعوا إلي التربي وكانت النتيجة صفراً أيضا.. وفي مباحث قسم شرطة الخليفة عرضوا مشكلتهم علي المقدم حسام ناصر رئيس المباحث الإنسان الذي هاله ما رآه من صور للمدفن وعلي الفور استدعي التربي وكلف بإعادة الحق لصاحبه.. عشت هذا المشهد بكل تفاصيله وتعايشت مع ضابط الشرطة المحترم ومعاونه الشاب النقيب محمد لطفي الذي ساهم في مسح دموع الرجل. وللحق فقد تعامل المقدم حسام مع الحكاية بمنتهي الإنسانية والعطف والحسم.
سألت نفسي.. لماذا تركت محافظة القاهرة هؤلاء »الترابية»‬ بدون رقيب؟ ولماذا لا تمر عليهم بصفة دورية للمتابعة؟.. ولماذا أهملت هذه المناطق التاريخية وأسقطتها من حسابها؟ وأين دور إدارات الجبانات بالأحياء للتصدي لجبروت الترابية الذين يعتبرون المدافن مناطق نفوذ لهم؟ وأسئلة كثيرة دارت بذهني.
يا محافظ القاهرة.. يا كل المحافظين.. ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف