الأخبار
جلال دويدار
القرصـنة عليالحقـوق والقانون حرفة أردوغان لخدمة أوهامه
ما تقوم به تركيا أردوغان في منطقة الشرق الأوسط هو صورة تتطابق تماما مع ما تقوم به اسرائيل من عمليات سطو وقرصنة علي الحقوق الشرعية للدول. هل هناك خلاف بين ما أعلنه النظام التركي وما أعلنته إسرائيل علي لسان وزير دفاعها ليبرمان.. أحد »بلطجيتها الذين يمتهنون التطرف. عكس تصريح الوزير في حكومة زعيم الليكود البلطجيالأكبر نيتنياهو»‬.. بهذا التصريح الطبيعة العدوانية القرصانية لاسرائيل. جاء ذلك عندما هدد دولة لبنان لممارستها حقوقها المشروعة في التنقيب عن الغاز في مياهها الأقليمية بالبحر المتوسط.
هذه المنطقة اللبنانية تبعد عن الحدود البحرية لفلسطين التي سرقتها الدولة الصهيونية عشرات الكيلو مترات. ما جاء علي لسان هذا المتطرف الصهيوني لا يختلف كثيرا عما سبق أن أعلنه أردوغان العثماني بشأن عمليات التنقيب عن الغاز فيالحدود البحرية بالمتوسط لكل من مصر وقبرص واليونان. هذه الحدود ثم تحديدها وفقا للقوانين الدولية الصادرة عن منظمات الأمم المتحدة.
هذا السلوك المناقض للاعراف الدولية لكل من اسرائيل وتركيا أردوغان فيما يتعلق بقضية الغاز.. تصاعد بعد الاكتشافات لثروات الغاز سواء داخل حدود قبرص أو مصر. ما أقدمت عليه الدولتان يتعلق بمستقبل مشروع مد خطوط توصيل الغاز الاسرائيلي إلي أوروبا عبر تركيا . يأتي ذلك علي أساس أن هناك فرصة كبيرة لتنفيذ هذا المشروع بتسهيلات فنية أكبر وتكلفة أقل لتزويد أوربا بالغاز المكتشف في مياه مصر وكذلك دولتي قبرص واليونان. يأتي ذلك استنادا الي عضويتهما بالاتحاد الاوربي والحدود المشتركة مع دوله.
إن قرصنة تركيا أردوغان لم تقتصر علي حكاية الغاز ولكنها قد شملت أيضا العدوان علي سيادة الدولة السورية العربية. هذا العدوان المستمر منذ ٧ سنوات تصاعد وتطور إلي غزو عسكري لمنطقة »‬عفرين» السورية بدعوي محاربة الاكراد الذين يحاربون تنظيم »‬داعش» الإرهابي حليف النظام التركي الحاكم.
إن كل يوم يمر يؤكد انتهازية أردوغان وتطلعاته الموتورة القائمة علي أوهام إعادة الزمن العثماني الغابر. هذا الوهم سيطر علي حاشيته وبطانته الذين يسيرون وراءه في ممارسة الهذيان متمثلا فيما يصدر عنهم من تصريحات.
في هذا الشأن خرج علينا وزير الخارجية التركي زاعما ومدعيا عدم اعترافه بتقسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص واليونان. إنه ووفقا لعادة كل المسئولين الاردوغانيين حرص علي تعمد ان يتناسي ويتغابي عن الادراك بأن ترسيم الحدود البحرية بين الدول الثلاث تم وفقا لقوانين البحار والمواثيق الدولية. ان ما خرج عنه.. يفضح ما أصاب أردغان من غل وحنق نتيجة ما حققته وما سوف تحققه الدول الثلاث في مجال الكشف عن ثروات الغاز الهائلة فيأعماق حدودها البحرية الاقليمية بالبحر المتوسط.
حول هذا الهذيان الأحمق.. جاء الرد الحاسم الذي تضمن تحذيرا واضحا مصريا علي لسان المتحدث باسم الخارجية المصرية.. في هذا الشأن أقول لوزير الخارجية التركي وكل المسئولين الاتراك المخضبة ايديهم بدماء الابرياء في سوريا وليبيا »‬اننا لسنا الطير الذي يمكن أن يؤكل لحمه».
من ناحية أخري نقول أيضا لنظام أردوغان وبأعلي الصوت أن شعب مصر وقواته المسلحة علي استعاد وجاهزية لقطع الأيدي التي يمكن أن تجرؤ عليالمساس بحقوق وسيادة وطنهم.
لابد لهذا النظام ان يعلم أن حل مشاكله الداخلية التي تتصاعد وتتفاقم.. لا يمكن حلها ومعالجة تداعياتها بانفلات التصريحات التي سوف تدفع بهم إلي التهلكة.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف