حكايتنا نحن أهل تاء التأنيث يراها الرجل شيقة وهي في الحقيقة شائكة مشبكة.. معقودة.. معزولة ومطرودة لآخر حرف من حروف الكلام.. لا تحظي أبدا بالاحتواء والاحاطة ولا تلملها كلمة بين حروفها.. فالتاء المربوطة.. موقعها دوما نهاية فلم تكن أبدا بداية ولا حظيت يوما بخير الأمور.. الوسط.
وقضيتنا مع حياتنا لها نفس الأوصاف يكرمنا الخالق ويأمر رسوله بالرفق بنا.. وبالأمومة تفتح لنا أبواب الجنة.. وبها يبدأ الازواج مرحلة من التلاكيك.. لم تعد زوجتي تهتم بي.. لست علي قائمة أولوياتها.. الأولاد أهم مني.. وبدلا من أن يمد اليد ليعين داخل بيته.. يدب العين فيمن خارجه والمقارنة ظالمة بين من كرست حياتها لتربية ابناء والمحافظة عليهم من مجتمع الفتنة فيه اكثر من الصلاح وأخري مهمتها تصيد رجل والأسهل أن يكون مرتبطا يحمل الاعباء والملل فيصبح صيدا سهلا لأنه يبحث عن شبكة تلفه وتأخذه بعيدا عن المسئولية.
لهذا ظهرت الدعوة.. وعرفها الفيسبوك وعنوانها زوجك من حقنا كلنا.. وليس من حقك وحدك.
ونعود والعود أحمد.. ومحمود.. وكل اسم مذكر لنقول إنها دعوة للهرج والمرج تصل إلي حد الفجور.
واتركهم جميعا إلي صديقة طفولتي "ماجدة" أدخل بيتها فأجد امرأة بثوب شفاف وابناء مكسورين واخري تنزوي في ركن من الأركان عرفت من ماجدة أنها أمها التي انشغلت عن والدها بتربيتهم فتزوج الاب من الجارة وكانت صديقة للزوجة.
لم يمكث الأمر طويلا رحلت الأم بحسرتها وصديقتي قبلت أول طارق وعمرها 16 سنة وأخذها للعراق وكم مررت ببيتها وسألت عنها واجابة الاب انقطعت اخبارها.. واغلب ظني انها هي التي أنهت كل ما يربطها ببيت لم يستطع منح أمها الأمان ولاترك للصغار دفء حضن أم.
الزواج الثاني من وجهة نظري جريمة أكبر من الخيانة وتعالوا نقول.. ماذا لو كان الشاب صريحا وأخبر عروسه أنه سيتزوجها فإن وجد الافضل سيجمعها بها بالطبع لن تقدم فتاة علي مثل هذا الزواج والحالة الثانية انه لم يكن ينوي ثم مرضت زوجته تخيلوا كم الظلم الواقع علي مريض ان عشنا معه سليما معافي ثم متي احتاجنا اعطيناه ظهرنا وهجرناه بحثا عن حياة اكثر امتاعا.. وفي قناعتي ليس هذا من الدين بحال فالخالق الذي يمنحنا الأجر والثواب ويعظم من زيارة المريض لا يمكن ان يمنح جواز مرور من شريكة حياة اصابها الوهن.
في برنامج قلوب عامرة.. استمعت لزوجة تشكو كيف كان يعاملها زوجها.. لقد فقدت المودة والرحمة والسكينة واستولي علي مالها واستنفد صحتها ثم هو يريد الزواج عليها وهي تتمني لهذا الكريه الزوال.. لكنها حريصة علي ألا يمس سمعة الابناء سوء فمتي تزوج الأب بغير الأم.. كيف لابنه ان تطلب من زوجها الاكتفاء بها أو عدم النظر للأخري او أي شكل من أشكال الاحترام.
مازالت سورة النساء تردد في ذهني فأول آياتها ذكرت بها التقوي مرتان ثم في الآية الثالثة ارتبطت ببعضها ارتباطا وثيقا.. "وان خفتم ألا تقسطوا في اليتامي فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة أو ما ملكت ايمانكم ذلك أدني زلا تعولوا"
الآية التي يتزرع بها الرجال واضحة ان لم نبترها وقرأناها وحدة واحدة من أولها إن حرف شرط خفتم فعل شرط فالرجل عنده ايتام في الاقارب أو الجيران يرعاهم ويريد الاحسان إليهم وهرب الاسرة متوفي بالطبع لأنهم أيتام ويأتي جواب الشرط بالزواج من أم اليتيم ليستطع دخول بيت اليتامي ورعايتهم وهذا يحدث بموافقة الزوجة الأولي للمرة الثانية ليست فقيهة في الدين.. لكنها الانسانية وصلاح المجتمع والخالق الذي أكرم مخلوقاته رجالاً ونساء.. وعقلي الذي مازال يبحث عن بنت جميلة مهذبة تاهت في البلد الغريب أو قتلت.. الأب لا يعلم.. لكني موقونة إن امها قتلها قهر رجل باسم الدين.. والدين بريء.