الجمهورية
بسيونى الحلوانى
وقفة حاسمة مع "المسيئين".. في الإعلام الرياضي!!
كان ضروريا أن تتحرك الهيئة الوطنية للإعلام بقرارات عقابية رادعة لمواجهة الاسفاف غير المسبوق في الاعلام الرياضي عبر الفضائيات المصرية وبعض الصحف الخاصة والذي يجسد صورة فوضوية لا تليق بمصر ولا بإعلام مصر الذي يتابعه ملايين العرب يوميا فضلا عن المصريين في الداخل والخارج.
هذا الاسفاف الذي يمارسه إعلاميون ورياضيون ومسئولو أندية يعتقدون أنهم فوق القانون وأن من حقهم أن يرددوا من خلال شاشات الفضائيات ما يشاءون وينتقموا من خصومهم بالطريقة التي يرونها حتي ولو بالشتائم القبيحة والعبارات المسفة والتهديدات التي تعطي انطباعا بأننا لا نعيش في دولة بل نعيش في غابة الانتصار فيها لمن يمتلك لسانا منفلتا وأخلاقا سيئة وتربية "بيئة" تؤهله لممارسة الاسفاف كيفما يشاء.
لقد صمتت الهيئة الوطنية للإعلام كثيرا وغضت الطرف عن الاسفاف الذي تضمنته العديد من البرامج الرياضية والتي تحظي بنسب مشاهدة عالية بسبب ولع المصريين- كبارا وصغارا- بالرياضة وعندما تحركت مؤخرا لضبط أداء الاعلام الرياضي من خلال لجنة يرأسها الاعلامي الرياضي المخضرم "فهمي عمر" نتمني أن يكون تحركها فاعلا ورداعا وأن تسعي "اللجنة والهيئة" الي تطهير الاعلام الرياضي من هؤلاء الذين أدمنوا الاسفاف وقلة الأدب بالكلمات والحركات أيا كانت شهرتهم أو الجماهير الذين يحتمون بهم فقد انتهي عصر البلطجة وممارسة الفوضي الأخلاقية تحت أي ستار ولابد من وقفة حاسمة بعد أن أصبحت فوضي الاعلام الفضائي من أبرز الممارسات المسفة التي تسيء لمصر دون أن تتحرك جهة واحدة لوقف هذا الاسفاف وتطبيق القانون علي هؤلاء المنحطين أخلاقيا الذين استحلوا كل شيء وأصبحوا صورة حية لانحطاط الأخلاق في مصر.
*****
منذ أيام سألني أحد الأصدقاء: هل سمعت ما قاله الكابتن(......) وبعد ساعات كرمه المحافظ باعتباره صانعا لانجاز رياضي عظيم في محافظته؟
قلت له: لم تعد أعصابي تتحمل رؤية هذا الشخص ولا الاستماع إليه ولو حقق لنا بطولة كأس العالم فلا قيمة له ولا لأي جهد رياضي يبذله مادام يصاحبه إسفاف وقلة أدب ولم يستطع أحد أن يصرفه عنه رغم العقوبات الكثيرة التي يتعرض لها من هنا وهناك.
عاد الصديق ليسألني: ولماذا تسعي بعض الفضائيات الي استضافته لممارسة هذا الاسفاف الذي يسيء لمصر كلها عبر شاشاتها دون أن تتخذ ضد هذه الفضائيات العقوبات الرادعة حتي ولو كان بالغلق النهائي حرصا علي سمعة مصر ومكانتها؟
في الواقع هذا هو السؤال المهم خاصة بعد أن تعددت "دكاكين" الاعلام الرياضي وأصبحت الفضائيات المصرية مثل "الهم علي القلب" وأصبح الاعلام تجارة من لا تجارة له وأصبحت الفضائيات وسيلة في يد بعض تجار الاسفاف يستخدمونها لذبح خصومهم وقتما يشاءون دون أن يجدوا من يردعهم.
الاسفاف والانحطاط الأخلاقي والتعصب الممقوت الذي ينتقل الي بيوتنا من خلال بعض البرامج الرياضية آن له أن يتوقف حماية لأبنائنا الذين يقضون وقتا طويلا أمام شاشات الفضائيات لمشاهدة مباريات كرة القدم والبرامج المخصصة لها. وكفانا ما يكتسبه أولادنا من إسفاف في الشوارع ووسائل المواصلات كل يوم نتيجة انعدام أخلاق كثير من سائقي السيارات والتكاتك والباعة الجائلين وغيرهم ممن يفرض علينا التعامل معهم.
لا ينبغي أبدا ترك من يمارسون الاسفاف عبر البرامج الفضائية أو غيرها دون عقاب رادع.. وهذا العقاب الرادع لا علاقة له بحرية الاعلام من قريب أو بعيد. فالحرية الاعلامية تعني أن نناقش ما نراه جديرا بالمناقشة لمصلحة المجتمع في إطار لغة إعلامية راقية لا تعرف السباب والشتائم القبيحة والكلمات والأوصاف التي لا تليق بالمجتمع المصري الذي يواجه حربا فكرية وأخلاقية تستهدف تشويه صورته.
*****
من المؤسف أن الاعلام الرياضي خاصة الفضائيات تنفخ ببرامجها وتحليلاتها المتحيزة كل يوم في نار التعصب وتشعل حروبا لا تتوقف بين مسئولي وجماهير الأندية الكبيرة والصغيرة. ولو حللنا مضمون برامج الفضائيات الرياضية خلال الأيام الماضية لوجدنا أنها قمة في التعصب والانحياز ولا تعرف الحياد والتحليل الرياضي الموضوعي ويسيطر عليها ويوجهها عدد من لاعبي كرة القدم السابقين وهم نموذج في التعصب والانحياز وإثارة الفتن بين الجماهير المصرية.. فضلا عن بحثهم عن الاثارة من خلال استضافة عناصر منفلتة لخلق حالة من الجدل تحقق لبرامجهم نسب مشاهدة عالية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف