المساء
ايمن عبد الجواد
المزايدون يمتنعون!!
أخطر شيء في تصوري يمكن أن يواجه الوطن ـ أي وطن ـ أن يعتقد بعض أفراده أنهم يمتلكون الحقوق الحصرية للحقيقة أو يستخدمون كلمة الوطن ـ أو الوطنية ـ لتحقيق المكاسب وتصفية الحساب مع الآخرين.
نحن جميعاً بشر خطاءون.. نصيب في بعض القرارات ويجانبنا الصواب في البعض الآخر. ومن ثم فقد نختلف ـ وهذا طبيعي وصحي جداً ـ علي بعض الأفكار والسياسات أو حتي الأشخاص لكننا لا يجب أن نختلف أبداً علي الوطن. فهو الذي نقدم في سبيله خيرة أبنائنا ونفتديه بدمائنا وأرواحنا.
الله سبحانه وتعالي خلق البشر مختلفين ولو شاء لجعلهم أمة واحدة. ومن ثم فالأصل أن تتباين الآراء حول القضية الواحدة لذلك أنشأت الأمم المتحضرة المجالس الاستشارية والهيئات ليس من أجل التطبيل والتهليل ولكن بهدف مقارعة الرأي بالرأي والحجة بالحجة للوصول إلي أفضل القرارات دون أن يتبادل المختلفون السباب والاتهامات بالخيانة والعمالة.
ليس معني كلامي أن بلادنا ليست مستهدفة أو خالية من الخونة والعملاء. فالظروف التي مرت بها مصر منذ عام 2011م تؤكد حقيقة لاتقبل الشك مفادها أن بعض أبناء جلدتنا باعوا العرض والشرف بحفنة دولارات لكن لايجب أن يكون هؤلاء هم القاعدة والمقياس وعليه نتعامل مع كل من يخالفنا في الرأي أو يعترض علي شيء باعتباره خائناً أو عميلاً. ولنترك هذه الأمور للأجهزة الرسمية فهذا دورها وواجبها.
الظروف التي نمر بها سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية أو الأمنية تستدعي لم الشمل وأن نقف جميعاً صفاً واحداً ليس في مواجهة أحد ولكن لاعادة بناء بلدنا علي أساس سليم. نحقق معاً التنمية الشاملة التي توفر فرص عمل لأبنائنا ومتطلبات واحتياجات الأسرة المصرية حتي لا نظل نضع أصبعنا تحت ضرس الغرب. فاستقلالية القرار السياسي ليست كلمة أو شعاراً بل سياسات واضحة لتحقيق الحد الأدني من الاكتفاء الذاتي في أقرب وقت ممكن.
وكلمة حق للنظام الحالي وللرئيس عبد الفتاح السيسي فإن الدولة تسعي حالياً بكل طاقتها وامكانياتها لتحقيق هذا الهدف عبر سياسات صعبة للاصلاح الاقتصادي واقامة مشروعات كبري ومن ضمنها مشروع الصوب الزراعية الذي تم افتتاحه أمس "الخميس" بقاعدة محمد نجيب في مرسي مطروح اضافة إلي المشروعات التي لا تتوقف لدعم البنية الأساسية وفي مقدمتها شبكة الطرق.
الرئيس في كل مناسبة يؤكد علي المواطن. فقد أكد أن الصوب الزراعية ليست للتصدير ولكن من أجل زيادة المعروض وخفض الأسعار والقروض المقررة لشباب المبتكرين وخصص لها البنك المركزي مليار جنيه كلف الرئيس محافظ البنك المركزي أن تكون بلا فوائد دعماً لأبنائنا.. كما أنه يفخر دائماً بالمصريين الذين يتحملون الصعاب من أجل بلدهم.
لا حجر علي رأي أو فكر.. انتقد كما تشاء فالمناخ يسمح بذلك بشرط ألا تغفل ما يتم علي أرض المحروسة من مشروعات.. والأهم أن تتوقف تماماً عن اطلاق الشعارات وترديد مايطلقه البعض بهدف إحداث بلبلة والتأثير علي الروح المعنوية لجموع المواطنين.
من الضروري أن نعمل معاً علي أرض الواقع بروح الفريق. فلم نعد نمتلك رفاهية الوقت للمزايدة علي حب الوطن.. المهم أن تكون النوايا خالصة بهدف الاصلاح وبناء الوطن علي أساس سليم وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف