أمال عثمان
أوراق شخصية سقطات مذيعة من المغرب إلي عُمان!
حالة من الغرور والخيلاء أصابت المذيعة أماني الخياط، أفقدتها رشدها وصوابها، وجعلتها تتقمص أدوار الزعامة، وتطلق الفتاوي والتحليلات السياسية والأمنية، وتتبني تفسير نظريات المؤامرات الداخلية والخارجية، من فوق منابر الفضائيات، وبين الحين والآخر تخرج علينا بسقطة هنا وكارثة هناك، تثير عاصفة من الغضب والأزمات، بسبب قاموس عبارتها المنفلتة، وسهام معلوماتها الضحلة وآرائها الجارحة، وقنابل أفكارها العابرة لحدود الأوطان والقارات، والواثبة فوق كل معايير وقيم وقواعد السلوك المهني!
بالأمس القريب ادعت زورا وبهتانا أن اقتصاد المغرب يقوم علي الدعارة، وأنها تحتل مركزا متقدما بين الدول في الإصابة بمرض الإيدز، ولم يسلم من حماقاتها السورون الذين زعمت أنهم يبيعون أنفسهم للمخابرات البريطانية والفرنسية، بل ونسبت لله عز وجل مقولة الأوزاعي:" إذا غضب الله علي قوم ألزمهم الجدل ومنعهم العمل"، وأخيرا وليس آخرا طالت إهاناتها سلطنة عُمان، ليستمر مسلسل خطاياها بنجاح منقطع النظير.
لم تعلم المذيعة "الفصيحة" أن سلطنة عمان إمبراطورية ذات تاريخ وحضارة، فوصفتها بالإمارة الصغيرة الفقيرة، وزعمت أنها "لعبة" في أيادي دول عظمي تملي عليها مواقفها، ولم تدرك أنها دولة صاحبة مواقف مؤثرة علي مدي التاريخ، وأن سياساتها الحكيمة جعلتها محل ثقة من جانب مختلف الأطراف المتعارضة، وأهلتها للعب دور الوسيط في أصعب القضايا والأزمات بالمنطقة، مما جعل البعض يلقبها "بسويسرا الشرق الأوسط" و"نرويج الخليج"!!
يا سادة إن علاقاتنا مع عمان ليست وليدة اليوم، وإنما تعود إلي عهد الملكة حتشبسوت 1479 قبل الميلاد، ومواقف السلطنة حكاما وشعبا تقف شاهدا علي عمق تلك العلاقات، فقد أوقف "سلطان بن أحمد" مفاوضاته مع فرنسا، احتجاجًا علي الحملة الفرنسية علي مصر، وخرجت المدن العمانية عن بكرة أبيها اعتراضا علي العدوان الثلاثي، وحين هجرنا العرب جميعاً في واحدة من شطحاتهم بعد اتفاقية السلام، وأعلنوا نقل مقر الجامعة العربية، وسحب جميع الأرصدة العربية من البنك المركزي المصري، اتخذ السلطان قابوس بن سعيد موقفًا شجاعًا، ورفض المقاطعة والتدخل في سياسة مصر.
تساؤلات عديدة تقف حائرة أمامي.. من الذي يعطي مذيعة صاحبة تاريخ حافل بالأزمات، الحق في الانفراد بالشاشة والاستئثار بالميكرفون، وافتراس المشاهدين ساعات يوميا؟! ومن الذي منحها السطوة والحصانة لتطرح ما يعن لها من موضوعات، وما تتبناه من آراء دون ضابط أورابط؟! وأين فريق الإعداد الذي يضمن دقة وسلامة المعلومات والموضوعات؟! أم أنها تتعامل بالأمر المباشر؟!
إن الغلظة و"التضجين" والفتونة التي تنتهجها تلك المذيعة في خطابها مع الجمهور، ليس له علاقة بالإعلام، والحديث بلغة الأمر والنهي، لا يمتان للمهنية بصلة من قريب أوبعيد، ولا يعقل أن تتعامل وكأنها مبعوثة العناية الإلهية لمحو أمية المشاهدين، والمندوب السامي لتلقينهم دروسا حول كيفية استعداء الشعوب، وتأليب الأوطان، والتقليل من شأن الدول الصديقة، والإساءة لنسائهم وتاريخهم ومكانتهم السياسية والدولية!
لكن الأمر الذي يدعوني للدهشة حقا، هورفض المهندس أسامة الشيخ الإفصاح عن العقوبات التي اتخذتها إدارة الشبكة التليفزيونية ضد المذيعة المفوهة، وإنهائه الأزمة باستقالة د. محمد سعيد محفوظ رئيس تحرير قناة أون لايف، والإعلامي المهني المحترم الذي فضل الانسحاب دون الخوض في تفاصيل مؤسفة، والرحيل دون كشف كواليس تلك المهزلة الإعلامية، قدم الرجل استقالته بعد شهر من تعيينه، واكتفي بالقول: "إن الجهل والوطنية لا يجتمعان"!!
والأغرب أن رئيس "قناة أون لايف" التي تصول وتجول فيها أماني الخياط، هو نفسه "مصطفي شحاتة" الرئيس الأسبق لقطاع الأخبار في ماسبيرو، الذي أقيل بسبب خطأ فادح، تسبب في بث حوار قديم للرئيس السيسي مع إحدي المحطات الأمريكية، بدلا من الحوار الذي أجراه الرئيس أثناء انعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة، بالله عليكم ماذا تتوقعون؟!
لذا أقول: هل أصبحنا نعاقب الموهوبين ونكافئ المخطئين؟! وهل صرنا نذبح المهنيين ونحتفي بالمدعين والمنافقين، ونغفر لهم أخطاءهم وخطاياهم، لمجرد أنهم باتوا موالين للسلطة، ومتاجرين باسم الوطنية!؟ وهل تنفق الدولة كل هذه المليارات من أجل هذه النوعية من الإعلام؟!