مصطفى هدهود
نقل جماعي علي الدائري الإقليمي
باق أربعة أشهر ويتم الانتهاء من تشييد ورصف الطريق الدائري الاقليمي. ذلك المشروع الذي أعتبره من أهم المشروعات القومية التي يتم تنفيذها في مصر حيث إنه شريان التقدم الاقتصادي والاجتماعي والعمراني لمصر حالياً ومستقبلياً. تم انشاء هذا الطريق علي عدة مراحل اعتباراً من عام 2002 وحتي عام 2018 بطول 395 كيلو مترا وبتكلفة 9 مليارات جنيه وبدائرة حول القاهرة الكبري نصف قطرها ما بين 50 إلي 70 كيلو متراً ويبدأ من الفيوم في اتجاه النيل حتي الوصول إلي شمال بني سويف حيث يتقاطع مع عدة طرق رئيسية شاملاً طريق الصعيد الغربي وطريق الصعيد القديم ويعبر النيل جنوب الصف ويتقاطع بعد ذلك مع طريق الصعيد الشرقي والكريمات والقاهرة ــ العين السخنة ثم القاهرة ـ السويس عند مدينة بدر ثم طريق القاهرة ـ الإسماعيلية عند العاشر من رمضان ثم طريق القاهرة ـ بلبيس الصحراوي ويعبر ترعة الإسماعيلية في اتجاه بنها حيث يتلاقي مع محور شبرا بنها الجديد ويعبر طريق القاهرة الإسكندرية الزراعي وخط سكك حديد القاهرة ـ طنطا في اتجاه محافظة المنوفية حتي الوصول للطريق الصحراوي القاهرة ـ الإسكندرية عند الكيلو 82. حيث يعبره في اتجاه الفيوم مرة أخري متقاطعاً مع طريق القاهرة الضبعة وبعد ذلك طريق القاهرة ـ الفيوم الصحراوي.
باق أربعة أشهر ويتم افتتاح الطريق وخاصة المرحلة الرابعة منه بطول 55 كم من تقاطعه مع طريق القاهرة إسكندرية الزراعي والصحراوي مروراً بمحافظتي القليوبية والمنوفية ويرجع أهمية الطريق اقتصادياً كونه يربط معظم محافظات الجمهورية بالدلتا وشمال الصعيد ويسهل الوصول والتحرك من أية محافظة إلي أخري دون الدخول لمدينة القاهرة الكبري ويربط جميع موانئ مصر ببعضها البعض شاملاً الأدبية والعين السخنة وسفاجا وبورسعيد ودمياط والإسكندرية.
باق أربعة أشهر ويتم تشغيل هذا الطريق المهم تنموياً حيث يخترق مناطق صحراوية وجبلية كان يصعب الوصول إليها خاصة في القوس الشرقي والغربي الشمالي ويتميز هذا الطريق بأنه تم تشيده من أربع حارات في كلا الاتجاهين وباسلوب عالمي من ناحية الرصف ومعامل الأمان. ويؤكد هذا الطريق علي قدرة المهندس والفني المصري علي تصميم وتشييد الطرق والكباري علي المستوي العالمي وبمواصفات جودة متميزة. حيث يحتوي هذا الطريق علي عشرات الكباري العملاقة. وبانتهاء هذا الطريق مع الطريق الجديد الذي تم البدء في تشييده اعتباراً من عام 2014 وهو الطريق الاقليمي الأوسطي الدائري حول القاهرة الكبري ولكن بقطر أقل نكون قد انشأنا ثلاثة طرق دائرية حول القاهرة شاملاً الطريق الدائري القديم المستخدم حالياً.
وتقوم الشركة الوطنية للبترول التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية بتشييد محطات تموين وقود وخدمة للمواطنين علي جانبي الطريق وبمنظر انشائي ومعماري متميز وتم منع البناء علي مسافة 200 متر بجانبي الطريق.
وسيؤدي هذا الطريق مستقبلياً إلي انشاء تجمعات عمرانية سكنية صناعية في المناطق الصحراوية والجبلية الذي اخترفها الطريق.
وهنا يجب علينا شعباً وحكومة بالتقدم بالجميل والعرفان بالشكر لكل من قام بتصميم وتشييد هذا الطريق من رجال وزارة النقل والهيئة العامة للطرق والكباري وشركات المقاولات والرصف وانشاء الكباري ورجال القوات المسلحة والهيئة الهندسية الذين قاموا بأعمال النسف والتفجير في الجبال لشق هذا الطريق منذ عام 2002 وحتي عام 2018 ومشاركتهم في تشييد ورصف القطاع والقوس الشمالي الغربي.
وللتاريخ يجب أن نعرف أن بداية انشاء هذا الطريق كان منذ عام 2002 حيث تم الانتهاء من القوس الجنوبي والشرقي الذي يربط الفيوم بالشرقية مروراً بمحافظات بني سويف والجيزة حتي الوصول إلي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية ثم توقف العمل منذ عام 2011 حتي ثورة 30 يونيو ووصول السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي للحكم عام 2014. حيث اهتم شخصياً باستكمال العمل وفعلاً تم تكليف الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بالانتهاء من القوس الشمالي الغربي وتكليف الهيئة العامة للطرق والكباري بالانتهاء من الوصلة من بلبيس حتي بنها والتي تم افتتاحها خلال يناير 2018. ويتم حالياً العمل في القوس الشمالي من مدينة بنها حتي الطريق الصحراوي القاهرة الإسكندرية بطول 55 كم وهي أهم وصلة. حيث يمر بكثير من القري والتجمعات السكنية والأراضي الزراعية ويعبر أهم ثلاثة محاور نيلية شاملاً الرياح البحيري وفرعي دمياط ورشيد.
وهنا لتأكيد مبدأ الوفاء والعرفان اقترح مشاركة كل وزراء النقل ورؤساء الهيئة العامة للطرق والكباري وشركات المقاولات التي شاركت في تنفيذ كل مراحل المشروع والهيئة الهندسية للقوات المسلحة والشركة الوطنية للبترول في حفل الافتتاح وتقديم شهادات تقدير لهم جميعا. وكذلك بحضور كل رؤساء مجلس الوزراء السابقين.
واقترح انشاء شركة نقل جماعي تقوم بتشغيل خط نقل دائري يتحرك من الفيوم في اتجاه الجنوب والشمال والعودة مرة أخري للفيوم مروراً بكل الطرق الرئيسية المتقاطعة مع هذا الطريق وبحيث يتم انشاء محطات ركاب أفراد عند كل نقطة تقاطع وبحيث يتحرك من تلك النقاط خطوط نقل جماعي متميزة الي المحافظات الرئيسية. وبذلك يمكننا تحقيق وسيلة مواصلات راقية ومتميزة لأهالي كل المحافظات والسفر إلي أية محافظة أخري وتمنع ظهور بؤر وتجمعات للميكروباصات عند نقاط التقاطع التي سوف تؤدي الي احداث تلوث جماعي وشيوع العشوائيات.
مرة أخري يجب علي كل مواطن أن يفخر بنفسه وبأبناء الوطن وقيادته السياسية والتنفيذية علي انشاء مثل تلك المشروعات القومية المتميزة التي ستمنع مرور وسائل النقل الثقيل من المرور في الطريق الدائري القديم الذي يحيط بمدينة القاهرة ويقلل الحوادث ويسهل حركة المواطنين بسيارات النقل المتوسط ووسائلهم الخاصة مما سيوفر الوقود والزمن والاهلاك الجسماني للمواطن المصري.