لويس جرجس
الانتخابات والتنمية وشارع عبد الناصر
نتجول بين عناوين ومانشيتات الصحف والمواقع عما يجري في الساحة المصرية من أحداث ومواقف. والبداية مع أحاديث الانتخابات حيث يطل لفظ "الخيانة". يتبادله من ينوون المشاركة فيها ومن ينوون المقاطعة. وهم بذلك يضربون أول مبادئ الديمقراطية. وهي حرية المواطن. ففي الديمقراطيات الراسخة تكون المشاركة أو المقاطعة اختياراً شخصياً يتخذه المواطن بارادته وحسب قناعاته. ولا تفرض غرامة علي من لا ينتخب لان التوجه لصندوق الانتخابات حق يحرص الناخب عليه. فلا يصح أن يُتَّهَم المشارك أو المقاطع في وطنيته لاتخاذه موقفًا عن اقتناع.
ثم نقرأ: "وافق مجلس الوزراء علي مشروع قانون بإنشاء هيئة عليا لتنمية جنوب الصعيد. يتبع رئيس مجلس الوزراء. ويكون مقره الرئيسي أسوان". أتمني أن تكون بداية لخطوات جادة نحو تنمية حقيقية لجميع مناطق الوطن. وتقليل النفقات الاستثمارية بالقاهرة المكدسة. والظالمة. حيث تجور علي حقوق مواطني المحافظات الأخري في التنمية المتساوية.
و"قرر عاطف عبد الحميد. محافظ القاهرة. تغيير اسم شارع سليم الأول بحي الزيتون". أخيرًا استجابت المحافظة لمئات المناشدات من مثقفي مصر وأساتذة التاريخ بها علي مدي سنوات طوال. موضحين أنه لا يصح تسمية شارع مصري باسم من حول مصر إلي ولاية عثمانية. واستولي بالقوة علي خيرة عمالها المهرة واستخدمهم لبناء نهضة في بلده. وادخل مصر في عصر ظلام دامس دام ثلاثة قرون انتهت بالاحتلال الانجليزي.
المحافظ دعا لحوار مجتمعي مع أهالي الحي والمهتمين من المثقفين والمؤرخين لاختيار الاسم البديل المناسب للشارع. واقترح أن يصبح اسم الشارع جمال عبد الناصر الذي لم يطلق اسمه علي ميدان أو شارع رئيسي في القاهرة حتي الآن.
وفي بني سويف. تعاني مدرسة نعيم الابتدائية من اغلاق دورات المياه منذ أربع سنوات لاصلاحها الذي تأخر كل هذه السنوات. المدرسة بها أكثر من 500 تلميذ غير المدرسين والاداريين يلجأون ـ حسب المنشور في المصري اليوم ـ إلي منازلهم أو إلي مدرسة إعدادية مجاورة لقضاء حاجاتهم. هذا الحال مستمر رغم مخاطبات الإدارة التعليمية ومسئولي المدرسة. إلي هيئة الأبنية التعليمة. بضرورة الإصلاح. والله عيب.
ـ نصدق من !!.. في اجتماع المجلس التنفيذي لمحافظة الجيزة قال الشيخ محمد نور عثمان وكيل وزارة الأوقاف. إنه تم تجهيز نحو 200 فصل لمحو الأمية بالمحافظة. وأن المستهدف خلال الفترة المقبلة هو 600 فصل. ورد المحافظ كمال الدالي: "معلوماتي إنك لسه مبدأتش أصلًا. والأئمة معندهمش علم بالفصول دي. لما تبقي جاهز بلغني".
لقطة:
بمناسبة احتفاء معرض الكتاب بالأديب الراحل عبد الرحمن الشرقاوي. تذكرت قصيدته الأشهر "من أب مصر إلي الرئيس ترومان". التي كتبها عام 1951 ووجهها إلي الرئيس الأمريكي هاري ترومان "1945 ـ 1953". متفاعلًا مع موجة الغضب العربي ضد الحكومات التي تسببت في نكبة فلسطين عام 1948. وكذلك حربها في كوريا. وضد الأحلاف العسكرية التي كانت تعمل لفرضها علي الدول العربية.
يقول مطلع القصيدة:
يا سيدي/ إليك السلام. وان كنت تكره هذا السلام/ وتغري صنائعك المخلصين لكي يبطشوا بدعاة السلام. ولكنني/ سأعدل عن مثل هذا الكلام/ وأوجز في القول ما أستطيع/ فأنت مَعـنــَّي بشتي الأمور. بكل الأمور/ وإني لأعجب لِم صوروك حديد الفؤاد بليد الشعور... وأعلم أنك تهوي الزهور/ فتنشد ألوانها في الدماء/ وتمشي من الأرض في حيث شئت لتقطف كل زهور الربيع/ فتسحق أوراقها اليانعات وتنثرها فوق أرض الشقاء....وتجري الدماء. وتبقي الزهور.
...وهل اختلف أوباما أو ترامب عن ترومان؟!