ليست هناك خبرة بغير تجربة تمثل مقياسا لمقدار القدرة على ضوء الممارسة الفعلية فى أرض الواقع وتفتح الأبواب على مصاريعها لتغيير المفاهيم التى لم تعد تناسب العصر وقوانينه.
والحقيقة إن السيسى أدرك منذ اللحظة الأولى لتوليه المسئولية أن التحدى الكبير الذى يواجه مصر هو استعادة روح العمل وغسل آثار الفوضى والسلبية التى أفرزتها أحداث 25 يناير وما بعدها، حتى الذهاب إلى تجربة جديدة وفريدة هدفها العبور بمصر من أوضاع الضائقة والاحتياج إلى أوضاع التقدم والاكتفاء، ولم يكن يضير الرجل أن يتقدم فلان أو علان للترشح طالما تنطبق عليه المواصفات المحددة وفقا للدستور.
والحقيقة إن غالبية المصريين يتابعون ويشاركون فى صنع التجربة الجديدة يوما بيوم ويرصدون بكل دقة رجحان كفة الصواب على كفة الخطأ، اعتمادا على عيون ترى الأشياء بتجرد وبواسطة عقول تزن الأمور ولا تلتفت كثيرا إلى حملات التشكيك الخبيثة التى تديرها شبكة من الخلايا النائمة لحساب حلف الشر والكراهية المعادى لمصر، بعد أن أدركوا بحس وطنى رفيع أنهم أمام رجل يؤمن بأن الحرية مسئولية وليست مدخلا للفوضى، لأن الحرية بغير قراءة موضوعية ومعرفة عميقة تصبح مجرد كلمات لها رنين الصراخ فقط!
وليس صحيحا ما يردده الخبثاء من أن الظروف الاستثنائية لاستحقاقات الحرب ضد الإرهاب وضرورة فرض حالة الطواريء تمثل قيدا على الحرية إلا إذا كان البعض يريد استثمار ممارسة الحرية فى طرح أمور تعجيزية تخاصم الممكن وتطلب المستحيل، ودون فهم ودون إدراك إلى أن العنوان الصحيح لممارسة الحرية يتمثل فى مدى إسهام الجميع فى معاونة صانع القرار على حسن استكشاف الطريق الذى يصل بنا إلى الغايات والمقاصد المشروعة لصالح الوطن ولصالح المواطنين.. وأبدا مصر لن تنكسر مرة أخرى تحت رايات مزيفة يحملها أصحاب الحناجر الزاعقة ممن يرددون ذات الشعارات المضللة.. باختصار انتهى زمن «الهتيفة» وبدأ عصر «الشغيلة».
خير الكلام:
اللسان أسوأ وأخبث قطعة لحم عرفها الإنسان!