فجأة.. خرج علينا مولود جاويش أوغلو، وزير الخارجية التركي، يهذى بكلمات موتورة تقول: ان تركيا ترفض اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر و قبرص، حفاظا على حقوق القبارصة الأتراك! و نسى هذا الوزير أو تناسي، ان هذه الاتفاقية تم إبرامها منذ خمس سنوات، وأودعت لدى الامم المتحدة تنفيذا لقانون البحار المعمول به منذ عام 1982، ولا شأن لتركيا بها باعتبارها دولة محتلة لشمال قبرص منذ عام 1974، و لم يعترف بها المجتمع الدولى حتى الآن. وإذا كان هذا الهذيان، يمثل «تحرشا سياسيا» بمصر، ويشكل تهديدا لحقولها الغازية بشرق المتوسط، فإن الخارجية المصرية ردت بحسم، بأن اى مساس بالمنطقة الاقتصادية المصرية سيتم التصدى له. وللحقيقة فإن هذا الهذيان التركى لم يأت من فراغ، وانما جاء نتاجا لنجاحات مصرية متتالية، حققها الرئيس السيسى بتحالفه الشمالى مع قبرص واليونان، وتوافقه الجنوبى مع إثيوبيا والسودان، فسد أبواب المؤامرات التركية جنوبا وشمالا. ومع بدء إنتاج حقل (ظهر)، والتنقيب فى 11 منطقة جديدة، فقدت تركيا صوابها فأطلقت تلك التصريحات الطائشة التى لا طائل من ورائها سوى البلبلة او التشويش! ولتعلم تركيا ووزيرها، ان مصر التى حدثت قواتها البحرية حتى أصبحت قادرة على الردع، لم تفعل ذلك من قبيل الرفاهية، رغم أزمتها الاقتصادية ـ وإنما فعلته لحماية ثروتها البحرية إذا لزم الامر. و لكن ماذا نقول أمام دولة تتغابي، ووزير فقد عقله!