المساء
ابراهيم كمال
آه من فراقك.. يا خالد
الموت قاس جداً.. بالطبع ليس علي الأموات لكن الأحياء هم الذين يشعرون بمرارة هذه القسوة.. والفراق صعب خاصة إذا جاء علي غفلة.. وفجأة لإنسان كان يتقاسم معنا حياتنا.
* فكل اوجاع الفراق.. لأي سبب كان يمكن أن نتغلب عليها إلا فراق الموت.. الذي تظل آلامه في القلب مدي الحياة تجددها أبداً ودائماً الذكريات الجميلة وهي الوحيدة التي تبقي ممن نفتقدهم.
* خالد العشري.. هذا الآخ والزميل والصاحب والرفيق.. هو شقيق الروح.. أوجعني رحيله من عالمنا إلي عالم لا شك هو الأفضل له لأنه عمل له طوال حياته وكان يعد عدته لتلك اللحظة التي سيفارقنا فيها.. لكن الوجع كان قاسياً علينا.. وعليَّ انا بالذات.
* ولأن كل منا كان مرتبطاً بالعشري ارتباطاً من نوع خاص فإن أحداً لم يصدق الخبر.. وراح يتحري عن صحته متمنياً أن يكون إشاعة ليس لأننا لا نؤمن بقضاء الله وقدره الذي يسترد أمانته كيف يشاء.. ووقتما يريد ولكن لأنهم غير مصدقين هذا الرحيل السريع المفاجئ بلا مقدمات.. وبلا وداع.
* خالد العشري ارتاح من عناء تلك الدنيا.. لكنه اتعبنا كثيراً برحيله.. لن نقول انه مفاجئ لانه مكتوب له ان يتوقف قلبه عن النبض في تلك اللحظات.
* العشري اعرفه منذ 30 عاماً في بدايات مشوارنا الصحفي وازدادت صداقتنا وزمالتنا بعد ان انتقل من الكورة والملاعب إلي المساء.
* فقدانه.. خسارة كبيرة لنا.. ترك فراغاً لن يعوضه غيره.. قلم شريف.. رغم حبه الشديد للأهلي الا ان هذا الحب لم يظهر لا من قريب أو بعيد في نقده.. كان محايداً شفافاً نقياً تقياً مؤدباً مهذباً.
* مازال صدي صوته يرن في ارجاء القسم الرياضي بنقاشاته الحادة احياناً والهادئة في احيان كثيرة واحاديثه التي تتسم بالصراحة الشديدة.. كنت انتظر حضوره يومياً ليأتي في موعده.. يجلس بجواري فمكتبه ملاصق لمكتبي.. نتحادث ونتشاور ونتضاحك ونتبادل القفشات مع الزملاء لنخفف عن بعضنا البعض عناء العمل.. وما تمر دقائق إلا ونتذكر أي موقف طريق تعرض له هو أو انا نخرج به من الدوامة.. كنا نفضل ان نجلس سوياً عقب الانتهاء من "تسليم الشغل" وبعد مغادرة الزملاء.. يحكي لي.. واحكي له.. عشت حياته.. وعاش حياتي.
* هذا الحب الكبير في قلوب من عرفه.. سيجازيه الله به لأنه إذا أحب عبداً جعل الناس يحبونه.. وحب كل الناس لخالد كان كبيراً مما يدخل الطمأنينة في قلوبنا بأنه سينام هادئاً سيجازيه به الله الرءوف بعباده وستظل حياته المهنية حية بيننا نتذكرها أبداً ودائماً عندما نتحدث عن الصحفيين المبدعين.
رحم الله خالد العشري.. فقد أدي رسالته علي اكمل وجه ولقي ربه بزاد هو الافضل.. وهو التقوي.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف