الأخبار
جلال دويدار
ما بين مصر والسودان .. اخوة ومصير واحد
في النهاية لا يصح الا الصحيح وبالتالي.. كان لابد أن تنتصر مشاعر الاخوة التاريخية التي تربط القطرين الشقيقين مصر والسودان والقائمة علي اواصر المصاهرة والمصير الواحد. لم تكن الغيوم التي عكرت العلاقات سوي تجسيد لفتنة طارئة يسعي الي اشعال نارها الغرباء الذين احترفوا الصيد في الماء العكر. كل الدلائل تشير الي ان وراء ما حدث ازمة ثقة.. تسبب فيها غياب الفهم والتفاهم. كان لابد لمؤشر الخلافات ان يتلاشي بتأثير الاخوة المتأصلة بعد لقاء القمة في اديس ابابا بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير. ما أسفرت عنه مباحثات الرئيسين تشير الي التقارب والتوافق. تم ترجمة هذا الانجاز الي خطوات فاعلة للعبور فوق اي خلافات. كان الشعار السائد أنه لابد من التقدم بروح الاخوة نحو تعظيم العلاقات في كافة المجالات.
إن كل مقومات الانطلاق نحو هذا الهدف متوافرة فيما بين البلدين وشعبيهما مدعوماً بالحدود والمصالح المشتركة. كل هذه العناصر النادرة بين الدول تعني ان الابواب مفتوحة لتحقيق التكامل الذي يخدم آمال وتطلعات الشعبين الشقيقين.
من بين ما تم من خطوات اجابية وفاعلة كمحصلة لمباحثات السيسي والبشير.. الاتفاق علي ان تكون هناك اجتماعات دورية علي مستوي عال بين مسئولي البلدين. هذه المبادرة استهدفت التصدي الفوري لأي خلافات الي جانب تعظيم سبل تطوير وتنشيط العلاقات علي كل الأصعدة.
اتفق علي ان تكون البداية.. هذا اللقاء الذي عقد نهاية الاسبوع الماضي في القاهرة بين وزيري الخارجية ورئيسي المخابرات في البلدين الشقيقين. يمكن القول وعلي ضوء مستوي هذا الاجتماع ان هناك جدية في دفع العلاقات لمسارها الطبيعي. هذا التوجه يعكس ما يربط بين مصر والسودان وشعبيهما وما يفرضه انتماؤهما العربي والافريقي. هناك امل كبير في ان يؤدي هذا الاجتماع إلي النتائج المرجوة المتمثلة في توثيق التعاون والتعامل الذين يخدم الصالح المشترك.
اعتقادي أن توافر النوايا الطيبة يساهم في تنامي الشعور المشترك بانتفاء وجود نزعة إضرار أي طرف بالطرف الاخر.
إن مصر التي تقوم سياساتها واستراتيجيتها علي تقديس حقوق السيادة التي تدعمها الوثائق والمستندات لا يمكن ان تقبل بأي حال المساس بحقوق اي دولة أخري وبالاخص السودان الشقيق. علي هذا الاساس فإنها علي استعداد لوضع اي قضايا تتعلق بهذا الشأن علي مائدة الحوار والتفاوض من أجل إيجاد حلول لها تخضع هذه المبادئ.
نتائج اجتماعات هذه اللجنة العالية المستوي.. جسدت وما يجب أن يكون بين مصر والسودان . البنود الاحدي عشر التي تضمنها البيان المشترك عالجت كل القضايا المعلقة بين البلدين. عّبرت هذه البنود عن فاعلية الروح التي تم بها تناولها بالنقاش والحوار البناء.
ليس خافياً ان هناك العديد من المجالات التي يمكن بالجهود المشركة أن تحقق صالح الدولتين والشعبين. من المهم في هذا الشأن الحرص علي استمرارية التواصل والحوار علي كل المستويات
أخيرا اقول ان ماتم التوصل اليه يؤكد توافر مقومات تحقيق الاهداف المرجوة.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف