الوفد
عبد الخالق خليفة
همسة طائرة - مقبرة الغزاة
ما أشبه اليوم بالبارحة.. أول أمس شنت قواتنا المسلحة عمليتها الشاملة ليس فى سيناء فقط ولكن فى كل حدود مصر التى يهددها الإرهاب الأسود الذى لا ولم ولن يرحم أحداً والدول العربية حولنا خير شاهد على ذلك.. المشهد فى سوريا والعراق واليمن هو المشهد الاحتلالى الذى غاب عن شعوب تلك الدول فآلت الأوضاع فيها لما آلت إليه من ضياع الوطن وتشريد الأسر على الحدود.
يا سادة.. يا مصريين علينا ألا ننسى نكسة 67 وهى تلك الذكرى التى كانت وما زالت وستظل نقطة سوداء فى تاريخ العرب وكفاحه المسلح ضد الاحتلال وأطماعه فى أراضيه وخيراته.. ولولا نصر أكتوبر المجيد 73 لظلت الأمة العربية تعيش موصومة الجبين.. ولهذا يا سادة كانت مصر وما زالت قلب العروبة النابض بالحياة والتحرر والانطلاق إلى الغد بخطى ثابتة.
فعندما قامت مصر بثورة 52 وحصلت على استقلالها لم تنس أمتها العربية وسعى الرئيس جمال عبدالناصر بكل قوته بدعم حركات التحرر فى الدول العربية من أجل الاستقلال.. ولكن الدول المحتلة لم ترض بذلك وزرعت لنا «إسرائيل» فى المنطقة «كمسمار جحا» وعفريت علبة «تخرجه للمنطقة من أجل إزعاج العرب الدائم.. وقد بدأ ذلك جلياً بمشاركة إسرائيل فى العدوان الثلاثى على مصر مع فرنسا وإنجلترا سنة 56.. وبعد ذلك عدوانها الغاشم على الأراضى العربية فى 5 يونية 67 والذى انتهى بخسارة الضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان.
يا سادة.. أعلم أننا جميعاً نعرف هذا التاريخ جيدًا ونعيه ونحفظه ولكن تذكيرى هنا لهذا التاريخ.. هو أن نعرف كعرب أننا أمة مستهدفة ولم ولن تتركنا تلك الدول ننعم بخيراتنا وأراضينا.. والدليل على ذلك أنه عندما قامت ثورات الربيع العربى التى حتى هذه اللحظة مازلنا لا نعرف هل كانت ثورات حقيقة أم مؤامرة على الدول العربية؟ ما أعرفه أننا فى مصر قمنا «بثورة شعب حقيقية» يكفيها أنها أنقذت الشعب المصرى من فساد وإفساد واستبداد 30 عامًا من حكم المخلوع والدليل أن ثورتنا حقيقية هو أن الدول الغربية وأمريكا لم تجعلنا ننعم بتلك الثورة وزرعت لنا إسرائيل جديدة أشد ضراوة وأكثر قسوة منها هل تعلمون من هى إسرائيل الجديدة؟.. أنها «عصابة الإخوان المسلمين».. وجمعات الإرهاب المنتشرة هنا وهناك وهم لا دين لهم ولا ملة إلا مصلحتهم حتى ولو كان ذلك على حساب الدين والجنسية والأرض والوطن والعرض فالذى يتنازل عن جنسيته.. ويقبل الأراضى التى قتلت وتقتل فى أطفال المسلمين والعرب هنا وهناك ما هو إلا صهيونى لا يعرف إلا أن يغتصب حقوقًا ليست له حتى ولو كان على جثة الآخرين.. ولكن مصر ستظل مصر وستنتصر كما انتصرت فى أكتوبر 73 فسوف تنتصر على الخونة والمأجورين.. ويكفى أن الرئيس السادات قد اختار يوم النكسة نفسه ليكون يوم الاحتفال بإعادة افتتاح قناة السويس عام 1975 أمام حركة الملاحة الدولية بعد ثمانية أعوام أغلقت فيها القناة بسبب العدوان الإسرائيلى، ليعلن فيه أن زمن الهزيمة قد انتهى وأن مصر استعادت قوتها وريادتها كما كان افتتاح قناة السويس الجديدة لهو الانتصار على الخونة والمأجورين والمعروفين بالإخوان المجرمين.
همسة طائرة.. يا شعب مصر ويا شعوب العالم المحبة للحريات والأوطان أننا نخوض حرب وجود من أجلكم جميعاً تتحملها مصر وحدها جيشها وشرطتها الكل عانى ويعانى فى كل العالم من هذا الإرهاب الأسود.. لا نطلب منكم المساعدة ولكن لا تكونوا منابر إيواء لهؤلاء الإرهابيين وأبواقهم والداعمين لهم فرغم الهزيمة والانكسار عبرت مصر إلى التحرر والانتصار.. ويا شباب مصر فلتؤمن بوطنك وجيشك ورئيسك ولتعلم أن مصر وأهلها فى رباط إلى يوم الدين فلتكن فى ظهر رئيسك الذى حمل كفنه من أجلى وأجلك وليعلم الجميع أن مصر سوف تعبر وتنتصر فى حربها الشاملة لأنها دائمة مقبرة الغزاة بالإرادة والتحدى.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف