محمد صلاح
قلم رصاص - سكت الكلام .. والبندقية اتكلمت !؟
والنار وطلقات البارود.. شدت على ايدين الجنود واتبسمت..إحنا جنودك يا بلدنا وحبنا.. ماشيين على طول الطريق اللى رسمناه كلنا.. جتلك وأنا ضامم جراح الأمس.. حالف لرجعلك عيون الشمس.. يا يا يا بلدى، صدقونى لم أجد مثل هذه الروح التى دقت فى قلوب المصريين، عند سماعهم عن بدء العملية العسكرية الشاملة فى سيناء وكافة حدود الدولة ضد فلول الإرهاب، إلا فى يوم سماع المصريين عن لحظات العبور الأولى فى حرب 73، الجميع انتفضت عروقه بصيحة الله أكبر، وكأنهم كانوا ينتظرون هذه اللحظة الحاسمة، الجميع رفع أياديه إلى السماء يدعو لخير أجناد الأرض، بالنصر على فئران الصحراء الذين استباحوا دماء المصريين طوال سنوات، ليقيموا إماراتهم المزعومة بعد أن بلغ بخيالهم أن مصر ممكن إن تصبح يوماً مثل سوريا أو العراق أو ليبيا.
سكت الكلام، ووصلت بدلًا من الرسالة رسائل، تؤكد لمن ابتدعوا حروب الجيل الرابع، لتطبيقها فى الشرق الأوسط، أن رجال مصر هم من طبقوها بكل معانى الاحترافية عليهم!
سكت الكلام، وجاء موعد البندقية لتؤكد مصر لكل متغطرس أراد أو فكر فى النيل من استقرارها، بجلب ميليشيات تتخذ من الحفر أوكارًا، أن مصر عصية، آبية، بها رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فى الحفاظ على ترابها، وكل شبر من أرضها، مهما كلفهم من تضحيات، ولعل الشهيد «المنسي» وشهداء كمين الرفاعى، كانوا مثالاً حياً يؤكد أن أبناء مصر الرجال لن يتركوا من استباح أرضهم لآخر قطرة من دمائهم.
أكيد وصلت الرسالة، وكانت الثلاثة أشهر التى كلف بها الرئيس قواته المسلحة، هى عملية استطلاع كبرى أدارها الصقور باقتدار، حتى جاءت ساعة الحسم ليخرج الفئران من جحورهم، فى أكبر عملية حربية تقودها مصر ضد الإرهاب وحدها، دون الاستعانة بأى دولة أخرى أو مليشيات تحارب معها، نعم الرسائل كانت واضحة لكل من يحاول التآمر على مصر، أن مصر بقوتها العسكرية وأساطيلها وحاملات طائراتها، وقوتها الغاشمة لا تستطيع أى قوة أن تفرض عليها أى إملاءات، وأن هيمنتها على حدودها وسواحلها بالبحر المتوسط والبحر الأحمر، لا يستطيع أيًا كان أن ينال منها.
اطمئنوا.. وطمئنوا أمهات الشهداء، أن دماء أبنائهم الذكية ستعود، بعد أخذ ثأرهم مما طعنوهم فى الخفاء، ومن داخل الجحور، وأن خير أجناد الأرض دخلوا سيناء ولن يخرجوا منها حتى بعد تطهيرها، ولا تستمعوا لشائعات «صفقة القرن» وغيرها من خزعبلات الغرب وأعوانهم، فخير أجناد الأرض لا يساومون، ولا يتركون شبرًا واحدًا من أرضهم، وأن إسرائيل وأمريكا وصلت لهم الرسالة واضحة، فنعيمًا لمصر بجيشها، وأمن وأمان شعبها العظيم، ليكتمل النصر، وأكمل أنا أغنية عبدالحليم حافظ التى بدأت بها كلامى «بكل حبى للحياة بلدى وبكل بسمة فوق شفايف ولدى وبكل شوقى للفجر وشروقى.. وبكل نبض الثورة فى عروقى.. جتلك وأنا ضامم جراح الأمس
.. حالف لرجعلك عيون الشمس.. يا يا يا بلدى».