الوفد
عباس الطرابيلى
هموم مصرية تقييد التحرك فى سيناء.. مطلب أمنى
ليس الهدف من منع الدخول والخروج من سيناء هو إخلاء سيناء.. أبداً بل الهدف هو إعطاء الفرصة لقواتنا المسلحة لكى تواجه الإرهابيين دون سقوط ضحايا مدنيين؛ بسبب هذه العمليات المكثفة الجارية الآن.. وخصوصاً بعد أن تأكدنا أن من أهداف الإرهابيين هناك، إنزال أكبر خسائر ليس فقط بين قواتنا.. ولكن أيضاً من الأهالى المدنيين، وأمامنا جريمة الإرهابيين فى المسجد الصغير منذ أسابيع.. تماماً كما عمدت مصر إلى إخلاء سكان الشريط الحدود عند مدينة رفح المصرية، حتى تتعامل قواتنا بسهولة مع جريمة الأنفاق التى تعدى عدد ما عرفناه رقم الألفى نفق!!
وسياسة تهجير السكان ـ بسبب العمليات العسكرية ـ ليست مقصورة علينا.. بل هى معروفة أيضاً فى دول أوروبية عريقة.. يهدف لحماية المدنيين من جهة.. وتسهيلاً لهذه العمليات العسكرية، من جهة أخرى، ونحن فى مصر لجأنا لذلك سواء أمام العدوان الثلاثى عام 1956، أو ما تبع هزيمتنا فى يونيه 1967.. وبالذات بعد أن نجحنا فى إنشاء حائط الصواريخ.. وتصاعد عملياتنا العسكرية خلال ما عرف باسم «حرب الاستنزاف».
<< إذ عمدت الدولة المصرية إلى تهجير سكان مدن القناة، من بورسعيد شمالاً إلى الإسماعيلية فى الوسط.. وإلى السويس جنوباً؛ لأن العدو الإسرائيلى كان ينتقم من كل عملية عسكرية مصرية ناجحة ضدهم.. إذ كان يرد بضرب العمق المصرى ـ ولا ننسى هنا بحر البقر ـ أو ضرب معامل البترول فى السويس.. أو تدمير النفس المصرية المناضلة فى بورسعيد.. وقمنا بتهجير أبناء القناة كلهم لنحرم إسرائيل من لذة الانتقام.. بضرب المدنيين.
ويجىء قرار وقف الدخول والخروج من سيناء الشمالية فى هذا الإطار.. خصوصاً بعد أن زادت عمليات الإرهابيين هناك.. واقتضى الأمر، أيضاً، إيقاف التعليم هناك بكل مراحله حتى الجامعى أيضاً.. وإذا كان البعض يرى أن الهدف هنا هو توفير الجو المناسب أمام قواتنا المسلحة هو سبب هذا القرار، وأن الأصوب هنا هو حماية الطلبة أنفسهم.. حتى لا ينتقم الإرهاب منهم، فالذى يهاجم المصلين فى المساجد لن يتورع عن ضرب الطلبة فى المدارس.
<< المهم ـ أن قواتنا المسلحة ـ تتمكن من تنظيف سيناء من الإرهابيين فى المدة التى سبق أن أعلنها الرئيس السيسى ـ وهى ثلاثة أشهر ـ حتى ننطلق نحو تنشيط مشروعات تعمير وتنمية سيناء.. لتلحق بذلك بكل ما يجرى تنفيذه فى باقى مناطق الوطن.
وهنا أتمنى أن نمنع هروب الإرهابيين من شمال ووسط سيناء سواء إلى جنوب سيناء السياحى الواعد.. مع قرب عودة السياحة الروسية إلى هناك.. أو حتى انطلاق بعض الإرهابيين إلى مدن القناة وإلى محافظة الشرقية ـ على سبيل المثال ـ ولهم هناك أقارب يمكنهم اللجوء إليهم.. هرباً من مطاردة قواتنا لهم.
<< أقول ذلك وأنا أعلم أن سيناء الشمالية ـ والقطاع الأوسط بالذات كله دروب وجبال ـ وما حكاية جبل لبنى ببعيدة.. حتى إنهم يمكن أن يهربوا إلى جنوب إسرائيل، وبالذات إلى النقب. فهل هناك نوع من التنسيق مع إسرائيل فى هذه النقطة أم أن قواتنا يمكنها إغلاق كل الممرات التى يمكن أن يهرب من خلالها بعض الإرهابيين.
وكل التوفيق لقواتنا المسلحة ومعها قوات الشرطة حتى تنجح هذه وتلك فى القضاء على الإرهاب.. وفى مواجهة آثاره وتوابعه لتتفرغ مصر ـ بعدها ـ لمشروعات التنمية والتعمير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف