الجمهورية
مؤمن ماجد
الأروع
عندما يركض تنحبس الانفاس... عندما يراوغ تحتار العقول... عندما يسجل تلتهب الكفوف... عندما يركع بعد الهدف يهتف كل مصري "الله اكبر... ربنا يحميك"... انه الاروع محمد صلاح.
محمد صلاح ليس مجرد لاعب كرة قدم... هو القدوة... النموذج... الارادة... الساحر... الفنان... صانع الفرحة... كل الالقاب لا تكفي لوصف صلاح الذي يمتع الجماهير بموهبته... ويبهر المتابعين باخلاقه... ويلهم الشباب بارادته وقدرته علي التحدي... يعطيهم الامل... ان المستحيل ليس مصريا.. وان الالتزام والإصرار والمثابرة هي الطريق الأنقي والارقي للنجاج.
في كل مباراة يقدم الشاب النحيل نوعا من السحر.. يبتكر الوانا من المتعة... يصنع دوائر من الذهول... يرش الملعب بحبات من لؤلؤ... ويظل هادئا باسما بينما المشجعون يقفون علي حافة الجنون.
في المباراة الاخيرة لفريقه العريق ليفربول أمام توتنهام العتيد كاد المناصرون يصابون باليأس... الدقائق الأخيرة تقترب والتعادل سيد الموقف... ودون سابق انذار وبطريقة تجبرك علي الدهشة سجل صلاح هدفا مجنونا اعتبروه من أجمل الأهداف في تاريخ كرة القدم... هدف لا يسجله الا ميسي أو صلاح.
لم يكن الهدف افضل ما فعله الفرعون المصري... الافضل جاء بعد نهاية المباراة... طفل صغير ظل واقفا في المدرجات طوال التسعين دقيقة حاملاً لافتة صغيرة مكتوب عليها "صلاح هل يمكن أن تعطيني فانلتك"... بعد انتهاء المباراة توجه صلاح بهدوء إلي الطفل واعطاه الفانلة ومشي وكأنه لم يفعل شيئا... لكن الجماهير... كل الجماهير وقفت احتراما وظلت تصفق طويلا لروح صلاح:
صلاح الذي يكمل 26 عاما في يونيو القادم لا يتنكر لوطنه... لا يتبرأ من قريته الصغيرة.... لا يتوقف عن فعل الخير... يفخر بأنه مصري في أي حديث صحفي أو تليفزيوني ـ ويردد دائما "مصر أم الدنيا".
رحلة صلاح بدأت بالانتقال من المقاولون العرب إلي بازل اشهر أندية سويسرا ومنه إلي تشيلسي أحد أبرز الفرق الانجليزية وهناك كانت الصدمة الكبري... لم يقدروا موهبته... لم يستغلوا امكانياته... وضعوه علي دكة الاحتياط وكادوا يجبرونه علي اليأس والعودة إلي الظل.
لم ييأس وانتقل الي ايطاليا وهناك ابدع وامتع.. ليعود بعد ذلك مرة أخري الي انجلترا مرفوع الرأس ويثبت للجميع انه محمد صلاح... الاروع.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف