سكينة فؤاد
الزيارتان... ورسائل إلى إعلام جاد
زيارة الرئيس إلى دولتين شقيقتين عزيزتين تجمع بين الثلاث مصر وعمان والإمارات، عوامل كثيرة فى مقدمتها المبادئ الأخلاقية والقيم الأصيلة والقرارات الحكيمة والرشيدة فى جميع المواقف وعدم الإيمان بالمصالح على حساب الالتزامات والمبادئ وحكمة المواقف والقرارات وإقامة العلاقات وتعظيم القوى الداخلية لدولهم واحترام حقوق ومصالح الآخرين وأنها مبادئ أساسية لا يمكن الحياد عنها.. وأثق أن المخططات الدولية لصناعة الفوضى الخلاقة التى تعصف وتجتاح جميع دول المنطقة استعصت عليها الدول التى التزمت بهذه المبادئ وتمسكت بالوشائج الصادقة والعميقة التى تربطها بأشقائها، وأكدت أن فى الأمة شعوبا وقيادات قادرة على تعظيم ما تمتلئ بها بلادهم من مقومات واعدة وفرض استقلال قرارهم وإرادتهم.
وقد سعدت بزيارات وأيام رائعة قضيتها فى سلطنة عمان ودولة الإمارات، ولفتنى دائما السباق مع البناء والتقدم والنجاح المطرد، وهذا التمازج الرائع بين الطابع الأصيل للشرق وحضارته وثقافته وأحدث منجزات الحداثة والتطور دون فقد للخصوصية العربية والهوية الثقافية وفى مقدمة عوامل النجاح الهائل الذى يتحقق فى البلدين الشقيقين آمنت دائما أنها صلابة ودماثة وطيبة وثقافة وتواضع تجعلهم فى مقدمة عدة وعتاد وقوة وصلابة وتماسك الأمة، لذلك أؤمن أن زيارة الرئيس ـ ما تم فيها .. ما أعلن عنه وما لم يعلن امتلأ بالكثير من خطط الإعداد لتعظيم وحماية الأمن القومى العربى وبناء جسور قوية فى جميع المجالات وفى مقدمتها الحرب على الإرهاب وانتهاك أمن وسلامة المنطقة وما يتهدد مصر دوليا وإقليميا باعتبارها ركيزة لقوة أمتها كما أجمع الأشقاء فى عمان والإمارات.
وينضم النجاح الكبير للزيارتين للعودة القوية التى تحققها مصر منذ استرداد ثورتها لاستعادة مكانتها والتواصل مع دول العالم شرقا وغربا وشمالا وجنوبا خاصة فى قارتها السمراء بعد طول انكماش وحصار لدورها، ما حققته الزيارتان ينضم أيضا إلى الانجازات الضخمة فى النمو والتنمية والتى أعلن عن المشروعات التى ترجمت إليها فى مؤتمر حكاية وطن وفى مقدمتها اتساع الرقعة السكانية وإحياء الصعيد وتعمير سيناء وزراعة الصحراء وغيرها ـ مما يدخل بحق ـ أرقاما وأهمية فى عداد الاعجاز ـ وليس مدهشا أن نجد محاولات التغييب والانكار ممن ينتمون إلى جماعة الإخوان الذين يرون فى كل نجاح وقوة لدولة 30/6 مزيدا من ضياع حلمهم المستحيل بالعودة لحكم مصر والانتقام من المصريين ـ وليس مدهشا أن نجد إنكارا وتغيبا للأسف من كارهين ومختلفين مع النظام، ولكن المؤلم أن تغيب حقائق كثيرة عما يحدث فى مصر عن الكثيرين ممن ينتمون بحب وصبر وإيمان لبلدهم ويكونون الظهير والأرصدة الشعبية الحقيقية لها ـ وهى مهمة كان يجب أن يقوم بها اعلام جاد ومهنى ووطنى بشكل أفضل ويعرف كيف يصنع منها بهجة وإمتاعا وهو يصل بآفاق الأمل التى تمتلئ بها إلى الملايين ـ وعدم ترك مهمة تقديم ملامح هذا الواقع الجديد الذى يتحقق على أرض مصر إلى لقاءات ومؤتمرات رسمية، بالاضافة إلى أن بعض المستحدث من اعلام لم يتوافر له المهارات والابداعات الاعلامية لذلك يبدو بعيدا عن قدرة التأثير بطرح معلومات وبيانات موثقة وحقيقية ومواجهة ما تختلقه دعايات مضادة ومغرضة من أكاذيب ويأس وإحباط ودعوات لمقاطعة الانتخابات التى تمثل المشاركة فيها مسئولية وطنية ـ وإن كان يجب الاعتراف لهذه الدعوات بفضل مسارعة كثير من الجماعات والنقابات إلى ندوات ولقاءات للتوعية بحجم ما يحدث فى بلادهم. أيضا أدعو الاعلام المهنى والوطنى الجاد والندوات واللقاءات إلى الاهتمام بتأكيد وتوضيح ما يمثله الاحتشاد والنزول بكثافة للمشاركة فى الانتخابات من وعى ودعم للإنجازات المهمة التى تحدث فى بلدهم ومن جهود جبارة للاصلاح والتنمية وأيضا ما ستمثله كثافة مشاركتهم من اعلان رفضهم القاطع لمحاولات الجماعة لاعادة اختراق المشهد الوطنى وكشف مخططاتهم وما ينفقون من أموال لإثبات مقاطعة المصريين للانتخابات وأن يوضح الاعلام حجم التهديدات التى تستحدث كل يوم لإضعاف وكسر بلدهم وأحدثها حتى الآن ادعاء وزير الخارجية التركية أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص غير قانونية بعد اكتشاف حقل ظهر وتكشف ما ينتظر مصر بإذن الله فى مجالات الغاز والبترول.
رسالة أخرى لا تقل أهمية أرجو أن يهتم الاعلام الجاد وكذلك الندوات واللقاءات التى يحتشد فيها الآلاف بالمعلومات الموثقة عما ستشهده الأيام المقبلة بمشيئة الله من بدايات لطرح عائد وثمار التنمية وآثارها وانعكاساتها فى تخيف كثير من معاناة أرصدة الصمود البطولى والحفاظ الحقيقيين لقوة وثبات الدولة.
أنهيت كتابة سطورى السابقة عن مجموعة الرسائل التى أتمنى أن يهتم بها اعلام وطنى جاد لبلورة وإبراز ما يتم فى مصر من إنجازات قبل أن أشاهد صباح الخميس افتتاح الرئيس المرحلة الأولى من المشروع القومى لإنشاء 100٫000 فدان من الصوب الزراعية فى مطروح ـ وعاد يلح عليَّ قلق أحسه عقب افتتاح مثل هذه المشروعات القومية الكبرى وبكل ما ينتظر من مشروع الصوب من نتائج إيجابية لتشغيل 400٫000 من العمالة ـ وأدعو مجلس النواب إلى المسارعة باستصدار القانون الذى طالب به الرئيس لحماية وتأمين هذه العمالة ـ وأيضا كتوفير فى استخدامات المياه وزيادة الانتاج والتصدير وتوفير ضمانات سلامة هذه الزراعات ـ قلقى الدائم يتعلق بما وفرناه وأعددناه من ضمانات لحماية والحفاظ على هذه المشروعات مما تعرضت له عشرات المشروعات التى تكلفت المليارات وكان حصادها الفشل بعدما تعرضت له من إهمال وانعدام الرقابة والمتابعة وغياب التشريعات التى تلزم بالمسئوليات وتحاسب عليها ـ ومنها فوسفات أبو طرطور وقرى الخريجين ووادى التكنولوجيا فى الاسماعيلية وتلويث وردم البحيرات.