محمد حسين
عند مفترق الطرق - لماذا لا يقال الوزير؟!
إذا لم يثر هذا المجتمع على نفسه، فلن يخرج أبدا من أزمته، ولن يخطو خطوة حقيقية واحدة نحو الأمام، وسيبقى فى «متاهته» طويلا، إلى أن يدرك أن الخروج إلى المستقبل، لن يتحقق إلا حين يشرع فى مواجهة نفسه، واستعادة قيمه الأخلاقية والإنسانية الإيجابية، التى تشكل قوة دفع وحماية للمجتمع.
لم تكن صور المرضى النفسيين العراة، فى مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية، المنتشرة على شبكة الإنترنت، سوى دليل دامغ على غياب القانون والقواعد والأخلاق، وعلى أن الجميع ــ عقلاء ومرضى ــ يقعون فى مساحات «استباحة» واسعة، تنتهك فيها حقوقهم وكراماتهم وخصوصياتهم.
مؤلمة جدا الصور، ومهينة إلى حد يخلف معه عارا عميقا، لأن الجريمة وقعت فى حق مرضي، لا حول لهم ولا قوة، ويعتبرون ــ بكل المعايير ــ أمانة فى ذمة مجتمع، كان يجب أن يحافظ على ما تبقى لهم فى آدميتهم المنتهكة.
هذه الجرائم الكاشفة والدالة لا تجدى معها الإجراءات التقليدية الصغيرة، مثل وقف مدير المستشفى وطاقم التمريض فى العمل، لأن ما حدث هو اعتداء على المجتمع، وعلى حقوق مرضى فى الرعاية السليمة، وبيئة علاج آمنة ورحيمة.
إن المنطق هنا يجب أن يكون واضحا: هذه ليست جرائم فردية وإنما هى عيوب نظام صحى، يجب إقالة المسئول الأول عنه، وهو وزير الصحة، حتى يتعلم الجميع الحكمة من رأس الوزير الطائر.
> فى الختام.. يقول سيد حجاب:
«عيش يا ابن آدم زى الشجر
موت وانت واقف زيه فى مطرحك»