ما يجري الآن ضد سوريا.. لا ينفصل عن النشاط المعادي لمصر وتصدير الإرهابيين إلي أراضيها.. فالمنطقة كلها مستهدفة وتواجه مخططا للتقسيم والتفتيت وتدمير الدول الوطنية وإضعاف ما يتبقي من أشلائها.. بما يتجاوز سايكس بيكو ووعد بلفور. ويتساءل المرء أحيانا: هل مازالت الجامعة العربية تعتبر سوريا دولة عربية؟ وما الذي تفعله لمساعدتها وإنقاذها طيلة سبع سنوات من حرب همجية للقضاء علي وجودها وتغيير نظام الحكم فيها بالاستعانة بمنظمات إرهابية تتولي تجنيد المرتزقة من جميع أنحاء العالم لهدمها؟ إنها معركة واحدة وحرب واحدة ضد الإرهاب في المنطقة.
القوات الأمريكية الخاصة تغزو سوريا وتحتلها وتقيم فيها القواعد العسكرية في تحد صارخ للقانون الدولي ، ثم تقوم بشن هجمات علي الجيش السوري، من وقت لآخر، سواء في ريف دير الزور الشمالي الشرقي أو في منطقة التنف وتقتل المدنيين والعسكريين السوريين، وتتعمد تعطيل الحل السياسي، وتزود فلول المنظمات الإرهابية بالمعلومات الاستخباراتية لتنفيذ هجماتها علي مواقع الجيش السوري، وتقيم المناطق الآمنة لهذه المنظمات، وتعرقل تحرير ما تبقي من الاراضي السورية من الإهاربيين. وبعد أن كانت واشنطن تتذرع بأنها »تحارب» داعش ولذلك فإنها موجودة في سوريا.. تغير الموقف الآن وأصبح الهدف الامريكي المعلن هو مواجهة النفوذ الايراني وتقسيم البلاد وإسقاط نظام الحكم في دمشق. ولذلك يؤكد المسئولون الأمريكيون أن قواتهم باقية في سوريا إلي أجل غير معلوم. وتكشف تصريحاتهم انهم يبحثون عن أية ذرائع لتوجيه المزيد من الضربات العسكرية للجيش السوري.
ثم.. تركيا التي تقوم بغزو واحتلال مساحات من الأراضي السورية وتشن هجمات بالطيران والمدفعية علي مدينة عفرين السورية وتقتل الأكراد السوريين الذين لعبوا دورا مهما في تحرير مدن ومناطق واسعة من تنظيم داعش الإرهابي.. إلي جانب ضحايا منالعرب السوريين. وقتلت القوات التركية ١٦٠ مدنيا علي الأقل في عفرين واضطر عشرات الألوف إلي النزوح من بيوتهم.
وها هي اسرائيل تقوم بدورها بشن هجمات دورية منتظمة علي مواقع داخل سوريا.. علي نحو يعزز قوة الإرهابيين ويرفع معنوياتهم.. حتي أن نائب قائد السلاح الجوي الإسرائيلي تفاخر قبل يومين بأن قواته قامت بأوسع ضربة جوية إسرائيلية ضد منظومة الدفاع الجوي السورية منذ عام ١٩٨٢.
هكذا يجد الإرهابيون حلفاء لهم.. يساندونهم ويؤخرون موعد هزيمتهم النهائية. ويجري ذلك كله في الوقت الذي تقوم فيه أجهزة مخابرات دولية بتقديم المال والسلاح للإرهابيين الذين يتوهمون أنهم قادرون علي إيجاد موطئ قدم لهم علي الأرض المصرية .
غير أن إسقاط المقاتلة الاسرائيلية من طراز أف ـ ١٦ وإصابة قائديها بواسطة منظومة للدفاع الجوي السورية »أس ٢٠٠٠» تم تصميمها في ستينيات القرن الماضي، وإسقاط مروحية تركية ومقتل عسكريين تركيين .. قد يشير إلي أن قواعد اللعبة قد تغيرت، كما يعبر عن الثقة في إمكانية هزيمة كل المخططات الشريرة، وخاصة بعد الهجوم المصري الشامل علي أوكار الإرهابيين.. لاستئصال جذورهم.