الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة نحن وإفريقيا
أنتمى إلى جيل عاصر فى صباه وشبابه الحقبة الذهبية لدور مصر الرائد فى دعم حركات التحرير الإفريقية، خاصة من خلال جهود ونشاط السياسى المخضرم البارز الأستاذ محمد فائق، متعه الله بالصحة والعافية، والذى كان فى ذلك الحين مديرا لمكتب الرئيس عبد الناصر للشئون الإفريقية، كأحد أصغر الضباط الأحرار سنا، إن لم يكن أصغرهم على الإطلاق.. إنها الحقبة التى احتضنت فيها مصر بعثات ومكاتب حركات التحرر تلك. وهى أيضا الحقبة التى شهدت اسهام مصر فى تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية فى 1963، ثم استضافة أول قمة لها بالقاهرة فى 1964 برئاسة جمال عبد الناصر.ولا شك أنه أمر يثير التأمل أن تستضيف مصر اليوم ـ بعد أكثر من نصف قرن- المنتدى الإفريقى الثالث للعلوم والتكنولوجيا والابتكار. ذلك أمر له مغزاه المهم! لأن الاستقلال الذى حصلت عليه الدول الإفريقية، وتكتلها المبكر لتجسيد هويتها الدولية المتميزة والمستقلة، لا يكتمل دون استقلالها العلمى والتكنولوجي. فى هذا الإطار شهدت القارة الإفريقية عقد أول مؤتمراتها للعلوم والتكنولوجيا والابتكار فى كينيا عام 2012 ثم عقد المؤتمر الثانى فى المغرب فى 2014. وفى صباح السبت الماضى بدأت فعاليات المنتدى الثالث الذى يركز فى دورته بالقاهرة على استخدام أدوات البحث العلمى والتكنولوجيا والابتكار لتعظيم الاستفادة من الموارد الطبيعية التى تذخر بها القارة بما يؤدى بالضرورة إلى انعاش اقتصادياتها ورفاهة شعوبها. فى هذا السياق فإن رعاية الرئيس السيسى للمؤتمر وحضوره فعاليات افتتاحه يعكس ليس فقط اهتماما مصريا بالمؤتمر وموضوعاته المهمة وما تؤدى إليه من تحفيز للاستثمار فى مجالات التعليم العالى والعلوم والبحث العلمى يسهم فى إقامة اقتصاد حديث يقوم على المعرفة العلمية المتطورة، وإنما أيضا فى تنمية وتطوير العلاقات الحيوية بين مصر وقارتها الأم!.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف